العدد 4554
السبت 03 أبريل 2021
banner
النيل أخطر القضايا حاليا
السبت 03 أبريل 2021

تابعنا بيان وزارة الخارجية البحرينية التي قالت فيه إنها تقف إلى جوار مصر الشقيقة في الحفاظ على أمنها المائي، وتدعم الجهود الساعية للوصول إلى حل عادل يحترم مصالح جميع الأطراف المنتفعة بهذا النهر الذي يعد شريان الحياة وأساس الحضارة المصرية، وأسعدنا هذا البيان المؤيد لمصر الشقيقة والذي أتى مباشرة عقب التصريحات القوية للرئيس عبدالفتاح السيسي التي قال فيها إن أحدا لن يستطيع أن يأخذ قطرة واحدة من مياه مصر، وله كل الحق، فمصر بدون النيل كيف تكون، بل كيف سيكون الأمن العربي كله، وأسعدتنا أيضا البيانات التي صدرت عن دول خليجية شقيقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي أعلنت وقوفها إلى جانب مصر في حماية أمنها المائي الذي هو من مكونات الأمن القومي العربي.

هذه هي اللحظة العربية التي نحبها، وأقصد لحظة التضامن العربي عند الخطر، وما أدراك ما الخطر هذه المرة؟ الخطر هذه المرة في تقديري هو الخطر الأكبر في التاريخ العربي، والمعركة هذه المرة أخطر بكثير من أية معركة سبقتها، هي أخطر من معركة أكتوبر ١٩٧٣ التي خاضها العرب لأجل جزء من أرض مصر، هذه المرة المسألة لا تتصل بجزء من أرض مصر، بل بمصر كلها ككيان ووجود وركن ركين للوجود العربي كله.

لذلك فالتضامن العربي، رغم كل ما جرى، ورغم كل ما يجري، أصبح فرض عين على الدول العربية، وحانت اللحظة التي يجب أن يعلن العرب عن أنفسهم فيها قولا وفعلا ويقولوا للعالم إن الأمر جد خطير وإن أي تطور سيهز المنطقة برمتها هزا عنيفا، لا أقول للعرب أعلنوا الحرب على أحد ولا هددوا أحدا، لكن أقول لهم أعلنوا للعالم كله أن أمر مصر في مسألة المياه هو أمر يخص كل العرب، وأن أي تطور سلبي سيضر بكل مصالح الدنيا.

وليعلم الجميع أن السكوت العربي لن يساعد على الوصول إلى حل سلمي للأزمة، لكنه قد يشجع البعض على المضي في سياسات ضارة، وربما يؤدي ذلك إلى دفع مصر مضطرة للحرب، وساعتها ستدخل المنطقة برمتها في حريق لا يعلم تبعاته إلا الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية