العدد 4556
الإثنين 05 أبريل 2021
banner
يوم الضمير العالمي
الإثنين 05 أبريل 2021

بمبادرة جليلة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ــ طيب الله ثراه ــ تحتفل الدول وشعوبها ومنظماتها بيوم الضمير العالمي الذي تبنته الأمم المتحدة في 2019م، حيث يهدف لتعزيز ثقافة السلام والحُب والضمير، ليعيش الناس في عالم يتمتعون فيه بحرية القول والعقيدة، وليحيوا معًا كإخوة بحياة لا خوف فيها ولا فزع، من غير كراهية وعُنف، وخالية من الحروب والأزمات، حياة تتشكل فيها قيم واتجاهات تسمو بالتكافل الاجتماعي وجلال الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية.

وهي مناسبة لإعادة الحقوق إلى الدول وشعوبها، والاعتراف بأخطاء الماضي ورزاياه وإنقاذ الشعوب من الاضطهاد والتعسف، وإخلاء الأرض من الصراعات، السياسية والدينية والمذهبية، ودعوة لوقف نزيف الدماء والاقتتال من أجل المال وتوسيع النفوذ، وترسيخ قِيم التسامح والتعايش، وغرس معاني التعاون والأخوة الإنسانية بين البشر، وحل النزاعات بالطرق السلمية، ومعالجة أسبابها الجذرية، لتضمن لنا وللأجيال المقبلة العيش بكامل الحقوق المشروعة وطنيًا وقوميًا وإنسانيًا ودينيًا.

ويعيش العالم منذُ 2019م جائحة كورونا المُهلكة التي تتطلب تكاتفًا دوليًا، وصحوة ضمير عالمية، للتعامل مع آثار الجائحة، فالضمير هو ما يجعل الإنسان مسؤولا وملتزمًا أخلاقيًا أمام الآخرين، وهو ميزان الوعي والإحساس الذي يُهذب السلوك والتصرفات، للقضاء على هذا الوباء، وإلى تحقيق رؤية إنسانية مُشتركة تضع حدًا لهذه الجائحة وسلالاتها التي تهدد الإنسانية ووجودها، وجاء في الرسالة التي بعثها سموه “رحمه الله” للعالم بهذه المناسبة (لنشعر بأهمية قيمة الضمير كمرتكز إنساني يُنبه العالم إلى ضرورة القيام بمسؤولياته المُشتركة تجاه كل ما يُحقق التقارب بين البشر ويُلبي تطلعات الشعوب في النماء والاستقرار).

تتطلع مملكة البحرين ودول العالم في هذه المناسبة إلى إقامة علاقات سلمية وودية بين الدول، وبناء ثقافة السلام بمحبة وضمير، هذه الثقافة التي تتطلب عملًا تربويًا وثقافيًا واجتماعيًا وإعلاميًا، الثقافة القائمة على التضامن الفكري والمعنوي للبشرية، ليتعلم كل إنسان ويُساهم ويُشارك بعقلية منفتحة الذهن لتتحول هذه الثقافة إلى مجموعة من القِيَم والمواقف والتقاليد والعادات وأنماط السلوك لتتجسد في حياة الإنسان طريقًا وإنسانية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .