+A
A-

تركي الفيصل: لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه نتائج التحولات ...ومزيد من الفوضى بانتظار المنطقة

علينا تجاوز الاختلافات لمواجهة كل الاحتمالات

لا للركون إلى الماضي ... والخ​طر الإيراني ماثل للعيان

لا نكن عداء لطهران ولشعبها ... وسياسة قيادتها المدمرة شبيهة بالسلاح النووي

الفيصل: لخلق توازن قوى مع إيران ... ودعم القوى الوطنية في العراق

توجه صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالشكر لهذه الدعوة الكريمة في منتدى صحيفة البلاد، وأمام هذا الجمع الكريم من المشاركين موجًها الشكر لجميع العاملين في صحيفة البلاد، قال.. لا يخفى عليكم ما يموج بها عالمنا من أحداث وما يعيشه من تحولات، وما يجري فيه من استقطابات وما تفرضه التحولات الاستراتيجية -  ليس على مستوى الدول العظمى - بل على كافة الدول، موضحًا أن هناك حالة عدم اليقين تثير الكثير من التساؤلات لدى القيادات والشعوب في آن واحد ولا توجد إجابات لها، فعالمنا يعيش مخاضات صعبة ولا يمكن التنبؤ بما ستكون عليه نتائج هذه التحولات قبل معرفة طبيعة هذا المخاص.

وتطرق إلى الأوضاع في المنطقة من خلال لاعبين وأطراف فاعلة تتناقض مصالحهم عبر مسارات متعرجة لا نعرف نهايتها وليس من اليسير قراءة الأحداث الحالية، فالتعقيد يزداد كل يوم، بل في كل ساعة ولحظة، إلا أن سمو الأمور كان دقيقًا في توصيف الانكشاف سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، مما يبقى أبواب المنطقة أمام المزيد من عدم الاستقرار والفوضى والتدخلات الخارجية التي تسعى لشغل أي فراغ سياسي أو أمني، فكل دول الإقليم عرضة لهذه التدخلات، ولنا عبرة بما حدث في العراق حيث جعلته تلك التدخلات ميدان للفوضى وعدم الاستقرار ومن ثم تقديمه للقيادة الإيرانية بأبخس الأثمان، وهذا الأمر شكل تحديًا وتهديدًا أمنيًا للدول المجاورة، ثم هناك استمرار نزيف الدم في سوريا بسبب تدخلات خارجية لمصالح خاصة.

وقال سمو الأمير تركي الفيصل أنه سبق وتحدثت كما تحدث غير عبر السنين عما تواجهه منطقة الخليج من تحديات استراتيجية ومخاطر من التداعيات والتحديات على مستوى النظام الدولي والتحولات الاقليمية والمحلية وانعكاسات ذلك على أمننا الوطني، وذكرت أن أمن منطقة الخليج مسألة دولية لما لهذه المنطقة من أهمية استراتيجية واقتصادية ومالية، ولهذا كان الاهتمام الدولي السابق بأمن الخليج.. أي في الأزمات السابقة، حيث لم يسمح لأحد العبث به وسملت بذلك المنطقة من الآثار المباشرة للحروب التي عانتها، إلا أن المستقبل في علم الغيب ولا يمكن الركون إلى الماضي، وينبغي أن نعمل بشكل حثيث لتفادى عوامل القصور وتجاوز الاختلافات لنكون مؤهلين من أجل مواجهة كل الاحتمالات، ذلك لأن خطر القيادة الإيرانية ماثل للعيان في الهيمنة السياسية والتدخلات في شؤون دولنا وسعيها الحثيث لامتلاك التقنية النووية وبالتالي تصنع السلام النووي وغموض نواياها".

وشدد سمو الأمير تركي الفيصل على أن إيران خطر حقيقي لا سيما من خلال محاولاتها طيلة الأربعين عامًا لتنفيذ سياساتها، وعلى الرغم من أننا لا نكن عداءً لإيران ولا لشعبها كجيران ومسلمين، لكن يلزم الحفاظ على أمننا وهذا يحتم تحقيق توازن قوى معها، فالخلل يسمح للقيادة الإيرانية باستغلال الثغرات، أضف إلى ذلك أن خطر إيران لا ينحصر في برنامجها النووي الذي تدعي سلميته، بل بسبب سلوكها المتمرد طيلة العقود الأربعة الماضية من حيث التدخل في الشؤون الداخلية لبلداننا والعمل بشكل مبطن لتفكيك النسيج الوطني لمجتمعاتنا، وحيث لا يسمح المجال برصد كل محاولاتها التخريبية إلا أن لنا في التجربة العراقية ما يؤكد سلوك إيران وسعيها للهيمنة على الدولة العراقية عبر قوى طائفية، وقد سعت لطأفنة المجتمع العراقي واستغلت ثروات وامكانيات هذه الدولة، وأدرك العراقيون هذا الدور وسعوا للانعتاق من هيمنتها، لكنها استمرت في وضع العراقيل من خلال ميليشياتها الطائفية، لكي لا تعود الدولة العراقية إلى كل العراقيين.

وأضاف :"استعادة العراق وأمنه سيكون عامل أمن واستقرار لمنطقة الخليج، وهنا لابد من دعم القوى الوطنية التي تسعى لتحقيق هذا الهدف إيقاف الدور المخرب لهذه الدولة كما هو واضح في ايران وسوريا ولبنان واليمن، فهي تعمل على تدمير الدولة الوطنية وفرض ميليشياتها وهذا ما يهدد امن المنطقة الخليجية والعربية، ولا أبالغ حينما أقول أن سياسات القيادة الإيرانية التي أدت إلى الدمار والقتل، لا تختلف عما يسببه السلاح النووي من دمار وخراب.