العدد 4560
الجمعة 09 أبريل 2021
banner
موقف إنساني ولا أروع
الجمعة 09 أبريل 2021

يُعرف الإلهام (Inspiration) بأنّه عملية التحفيز الذهني للشعور بأمر ما، أو فعله بطريقة إبداعية، كما أنه شعور الحماس الذي ينتاب الشخص نحو شخص آخر، أو شيء ما، ويمنحه أفكارًا جديدة ومبتكرة، إذ إن الشخصية الملهمة هي شخصية تمتلك الشعور بالشغف العميق، والدافع القوي نحو فعل شيء ما، فإن الشيء الذي يُلهم الشخص يعمل على إثارة المشاعر، والأفكار بداخله، أو يؤثر عليه بطريقة ما، كما أنّه قد توجد الكثير من الشخصيات أو الأشخاص الملهمين في الحياة، الذين بالرغم من حياتهم الصعبة التي يعيشونها إلا أنّهم يتحدونها بابتسامة وعزم، ويحدثون فرقًا في حياة كل من يقابلونه، وما نريد التوصل له هو أن الشخصيات الملهمة غالبًا ما تكون مصدر إلهام لمن حولها أيضًا.

وقد تلقيت كغيري خبرًا مقتضبًا وفقًا لقناة سكاي نيوز الإخبارية عن أن شارة الكابتن الخاصة بنجم كرة القدم العالمي كريستيانو رونالدو التي ألقاها غاضبًا في نهاية مباراة بلاده أمام صربيا ألهمت رجل إطفاء لمساعدة طفل يصارع الموت، فقد وقعت تلك الشارة بيد رجل الإطفاء الذي عرف قيمتها وعرضها عبر جمعية خيرية للبيع في مزاد علني لمعالجة طفل صربي رضيع يبلغ من العمر ٦ أشهر ويعاني من مرض عضال، وتم بالفعل بيع شارة الكابتن رونالدو في المزاد بمبلغ وقدره ٧٥ ألف دولار أميركي وتم تسليم المبلغ إلى والدة الطفل للمساعدة في تكاليف علاجه.

بالله عليكم.. هل هذه قصة واقعية أم من وحي الخيال؟! تصوروا هذا الإنسان، رجل الإطفاء كيف ولماذا قام بهذا التفكير الإيجابي الذي يحمل كل معاني الإنسانية والحب والخير والعطاء وبدون مقابل! تصوروا أن هذا الرجل ومن خلال هذه المبادرة الرائعة استطاع أن يجمع هذا المبلغ الكبير، والأجمل من ذلك كله أنه خصه بالكامل إلى هذا الطفل!

والله ثم والله لو كنت أملك القرار لعملت تمثالا لهذا الإنسان لأنه إنسان من الطراز الأول الذي يقل وجوده هذه الأيام ونصبت هذا التمثال في موقع مميز ليكون رمزًا ومصدر إلهام لنا وللأجيال القادمة. نعم.. هذه القصص الملهمة يجب أن لا تمر مرور الكرام، بل يجب استغلالها استغلالًا جيدًا لزرع روح العطاء والإنسانية والتضحيات في هذا الزمن الذي تنعدم فيه هذه الصفات الحميدة والراقية بعيدًا كل البعد عن الأنانية وحب الذات، لا شك أن هناك قصصا ملهمة كثيرة في العالم ولكن من الواجب علينا أن نتعض من هذه العبر متى ما عرفنا عنها، هذه القصص المؤثرة والرائعة يجب على المدرسين ذكرها أثناء تدريس الطلبة فهي بلاشك مؤثرة وواقعية وبالتأكيد ستترك أثرا لا ينساه أي طالب في حياته، بالإضافة إلى قيامه أيضا بمشاركتها مع أهله وأصدقائه، وبالتالي تعم الفائدة على الجميع. فهكذا تبنى وتزرع ثقافة الخير والإنسانية في أجيالنا، في المنزل والجامع والمدرسة، ومن المهم جدًا مشاركة الطلبة من خلال عرض أفلام وقصص جميلة في جميع مناحي الحياة وليس فقط التقيد بما هو مذكور في الكتب المدرسية التي أكل عليها الدهر، إذ نحن بحاجة إلى إحداث ثورة في التربية وليس التعليم وهذا ما ينقصنا ونطالب به، ولكن لا حياة لمن تنادي، إذ إن التربية تساعد على تنشئة جيل حسن الأخلاق قادر على التعامل مع الإنسان على أساس أنّه إنسان لا على أيّ أساس آخر، ما يرفع ويعلي من قيمة المجتمع ككل، ويحسن صورته وسمعته أمام المجتمعات الأخرى، ويعطي الفرد قبولاً واستحساناً بين مجموعة الأفراد، فالتربية الحسنة تُضفي على الإنسان أخلاقاً عالياً، ومثاليّة جميلة. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .