قديماً كنا نستشعر قدوم هذا الشهر المبارك بأجوائه الروحانية التي تحس أنها طاغية على جميع مناحي الحياة، بدءًا بأفراح الصغار وإيمانيات الكبار وانتهاء بحلويات الأمهات.

متعة روحية نفتقدها اليوم، حيث يأتي رمضان وأرواح عزيزة غادرتنا قبل أن يعود لنا هذا الشهر الكريم، غابت شمسهم رغم حاجتنا لهم، فعلا لا نشعر بمرارة فقدان الأحبة إلا بعد غيابهم، سنبقى نسترجع أحلى اللحظات وأجمل الذكريات التي جمعتنا بهم ولا نملك غير الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة.

رمضان الأمس موسم التطهر من الذنوب، أما اليوم فهناك مع الأسف الشديد من أضاعوا الطريق بين اللهو والسباق نحو الشهوات حتى صدق فيهم أنه ليس لهم من الصيام سوى الجوع والعطش، والمحزن أن بعض الدراسات تذكر أن استخدام أدوات التواصل الاجتماعي يزيد في رمضان بنسبة كبيرة!

لكن في خضم كل هذه السلبيات مازلنا نرى البعض يتنافس في الطاعات والصدقات والتقرب إلى الله، ما يشعرنا أن رمضان ذاك الذي افتقدناه مازال بوجودهم يعيش بيننا. ليتنا نتعظ فقد يكون هذا آخر رمضان لنا، فلننظر كيف سنستثمره قبل فوات الأوان. ختاما أهنئ وأبارك للأمة العربية والإسلامية حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعلى الجميع بالخير واليمن والبركات، ودعواتنا أن تزول الغمة عاجلا ليس آجلا.