+A
A-

“أم حنين لـ البلاد”: أحلم “بشتر واحد” لبيع منتجاتي

أُسر منتجة .. زاوية‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬ونشاط‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬بمختلف‭ ‬المناطق

تجلس‭ ‬“أم‭ ‬حنين”‭ ‬خلف‭ ‬بسطتها‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وهي‭ ‬تعرض‭ ‬منتجاتها‭ ‬من‭ ‬الأطباق‭ ‬الشعبية‭ ‬المشهورة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬والعالم‭ ‬من‭ ‬“المرقوق،‭ ‬والهريس‭ ‬وشاي‭ ‬الكرك‭ ‬وشاي‭ ‬الزعفران،‭ ‬و‭ ‬”معكرونة‭ ‬الطيبين”‭ ‬الطبق‭ ‬الذي‭ ‬ابتكرت‭ ‬خلطته‭ ‬الخاصة‭ ‬ويحظى‭ ‬بطلب‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬الزبائن‭ ‬والكشري‭ ‬بالشطة‭ ‬الحارة،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأطباق‭ ‬التي‭ ‬تطبخها‭ ‬بيديها‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬وتحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬شهية‭ ‬ولذيذة‭ ‬ودسمة‭ ‬تعجب‭ ‬من‭ ‬يتذوقها،‭ ‬فيحضر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لشرائها،‭ ‬وهي‭ ‬تعمل‭ ‬بجد‭ ‬متواصل‭ ‬منذ‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬دخل‭ ‬إضافي‭ ‬ومهما‭ ‬كان‭ ‬قليلا‭ ‬ليساعدها‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬غلاء‭ ‬المعيشة‭ ‬ومساعدة‭ ‬أسرتها‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬والدتها‭ ‬المسنة‭ ‬والمريضة،‭ ‬وابنتها‭ ‬التي‭ ‬ستبدأ‭ ‬مرحلة‭ ‬دراستها‭ ‬الثانوية‭ ‬قريبا‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬ورعايتها‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬حسم‭ ‬الطلاق‭ ‬حياتها‭ ‬الزوجية‭ ‬وابنتها‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬العام‭ ‬الواحد‭.‬

تقول‭ ‬حنان‭ ‬“أم‭ ‬حنين”‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد“‭: ‬بدأت‭ ‬عملي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مساعدة‭ ‬أسرتي،‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬ابنتي‭ ‬حنين،‭ ‬وأحببت‭ ‬الطبخ‭ ‬منذ‭ ‬صغري،‭ ‬وأتقنته‭ ‬وصنعت‭ ‬أطباقا‭ ‬خاصة‭ ‬شهية،‭ ‬لذلك‭ ‬اخترته‭ ‬كمهنة‭ ‬أترزق‭ ‬منها‭ ‬وأصرف‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬عائلتي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وضعني‭ ‬القدر‭ ‬كمسؤول‭ ‬عن‭ ‬أسرتي،‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أملك‭ ‬أي‭ ‬مورد‭ ‬أو‭ ‬مال،‭ ‬مردفة‭: ‬أقوم‭ ‬ببيع‭ ‬أطباقي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بسطة‭ ‬بالشارع‭ ‬يومين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬بالأسبوع؛‭ ‬لأنني‭ ‬أقضي‭ ‬يوما‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬الأطباق‭ ‬وتجهيزها‭ ‬لزبائني،‭ ‬والذين‭ ‬يقصدوني‭ ‬هم‭ ‬وأسرهم‭ ‬لتذوق‭ ‬الأطباق‭ ‬من‭ ‬المحرق‭ ‬ومدينة‭ ‬حمد‭ ‬والرفاع،‭ ‬ويبدون‭ ‬الإعجاب‭ ‬بأطباقي‭ ‬وبطريقتي‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬إعدادها‭ ‬خصوصا‭ ‬طبق‭ ‬“معكرونة‭ ‬الطيبين”،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬طبقا‭ ‬خاصا‭ ‬من‭ ‬منتجاتي‭.‬

وتستكمل‭ ‬حديثها‭ ‬بعفوية‭ ‬بالغة،‭ ‬نحن‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الموارد‭ ‬“الشحيحة”‭ ‬نجد‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬الانضمام‭ ‬لبرنامج‭ ‬خطوة‭ ‬أو‭ ‬“سجلي”؛‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬تلبية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬والمعايير‭ ‬التي‭ ‬تطلب‭ ‬منا،‭ ‬فما‭ ‬أحصل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬بيع‭ ‬منتجاتي‭ ‬يساعدني‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬بعض‭ ‬مستلزمات‭ ‬العيش،‭ ‬ويمثل‭ ‬هذا‭ ‬لي‭ ‬هما‭ ‬يوميا‭ ‬أعيشه‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬وهو‭ ‬توفير‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬أسرتي‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬مع‭ ‬تضاعف‭ ‬الأسعار‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬وتضيف،‭ ‬نحن‭ ‬البحرينيين‭ ‬محظوظين‭ ‬بقيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬تتلمس‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬جميعا‭ ‬وتدعمنا‭ ‬وتعمل‭ ‬وتواجه‭ ‬التحديات‭ ‬من‭ ‬أجلنا،‭ ‬ولكن‭ ‬نحن‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬والاهتمام،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬ظلال‭ ‬جائحة‭ ‬“كورونا”‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬تأثيرها‭ ‬الأكبر‭ ‬علينا‭ ‬وخصوصا‭ ‬حرماننا‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬والفعاليات‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تشكل‭ ‬موردا‭ ‬ماليا‭ ‬مهما‭.‬

وتستطرد‭ ‬قائلة‭: ‬في‭ ‬بسطتي،‭ ‬أرضى‭ ‬بالقليل‭ ‬الذي‭ ‬أكسبه‭ ‬وأحمد‭ ‬الله‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الرزق،‭ ‬وأريده‭ ‬ان‭ ‬يستمر‭ ‬لذلك‭ ‬أطبق‭ ‬كافة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬المطلوبة‭ ‬حاليا‭ ‬خوفا‭ ‬على‭ ‬نفسي‭ ‬وأسرتي‭ ‬وزبائني‭ ‬وبلدي‭ ‬الغالي‭ ‬من‭ ‬“كورونا”،‭ ‬وأحضر‭ ‬معي‭ ‬كمامات‭ ‬وقفازات،‭ ‬وأطباق‭ ‬الاستخدام‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭.‬

وتحلم‭ ‬أم‭ ‬حنين‭ ‬“بشتر‭ ‬واحد“‭ ‬أو‭ ‬محل‭ ‬صغير‭ ‬تبيع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أطباقها‭ ‬الخاصة،‭ ‬وتوسع‭ ‬فيه‭ ‬تشكيلة‭ ‬أطباقها،‭ ‬وتضيف،‭ ‬لديَّ‭ ‬أفكار‭ ‬لأطباق‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الحلو‭ ‬والمالح‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬سيرتفع‭ ‬دخلي‭ ‬اليومي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أسعى‭ ‬إليه‭.‬

وختامًا،‭ ‬تتمنى‭ ‬أم‭ ‬حنين‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬حلمها،‭ ‬وأن‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يدعمها؛‭ ‬لأنها‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬يشكل‭ ‬بداية‭ ‬جميلة‭ ‬لحياة‭ ‬تتمكن‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬احتياجات‭ ‬أمها‭ ‬وابنتها‭ ‬بصورة‭ ‬أفضل‭ ‬تجعلها‭ ‬تخطو‭ ‬للمستقبل‭ ‬بثقة‭.‬