العدد 4570
الإثنين 19 أبريل 2021
banner
“التعليم الافتراضي”... حين تقود الكويتُ مِحرابه
الإثنين 19 أبريل 2021

يُجمع المعنيون وذوو الصلة بالجيل الرقمي، بأنّ التعليم الافتراضي يُعدّ إضافة “ثورية” بعد أنْ اكتسب أهمية مُتعاظمة في ظلّ التطوّر البشري والوعي المُتصاعد الذي يعيش العالم ذروته هذه الأيام في وتيرة الزِحام المحموم لإنتاج التقنيات البرمجية والتطبيقات التعليمية لكل المراحل الدراسية، هذا النوع من التعليم يوفر حيوية داخل الفصول ومرونة في تحديد الأوقات الدراسية وانسيابية في تلقي التحديثات الفورية على البرامج المستخدمة التي تُتيح الحلول للمتعلمين، وتزيد من تفاعلهم أثناء المواقف التعليمية وتساعدهم على فهمها في أجواء إبداعية وبيئات جاذبة؛ تُنهي ازدحام الفصول وتختصر الأوقات وتُقلّل التكاليف وتُنوّع المحتويات، فضلاً عن متابعة التعليمات والإرشادات التي تزيد من كفاءة عمليتي التعليم والتدريب في كل المجالات وترفع من مستوى الوعي بأهميته والإقبال عليه في غالبية دول العالم، خصوصاً مع ظاهرة انخفاض تكاليف نفقاته - للموظفين والدارسين على حدّ سواء - وإتاحته الفرص الوافرة للراغبين من الفئات المستهدفة التي تتشارك فيما بينها الخبرة والتّعلم، علاوة على تأثيراته الواضحة للحدّ من المشاكل الاجتماعية والبيئية والتخلص من عقبتي الزمان والمكان.

حَدَثُ الملتقى التربوي الخليجي الافتراضي الذي نظمته “مدرسة العصماء بنت الحارث” بدولة الكويت الشقيقة تحت عنوان “التعليم الافتراضي مقدمة لتعليم جديد” الذي استمر لثلاثة أيام متوالية مطلع الشهر الجاري، من المبادرات الخليجية الناجحة التي جمعت الأشقاء في ظرف زماني واحد رغم تباعُد الجغرافيا بينهم، حتى استطاعت أنْ تخلُق عالماً اصطناعياً نقل تجارب البيئة التعليمية بكامل معلوماتها ومتعدد خبراتها وأبرز استشرافاتها النظرية والتطبيقية للتعليم عن بعد بصورة تفاعلية جاذبة بمحاورها الثلاث عبر تمثيل حاسوبي لكل دولة من الدول الأعضاء التي تطرّق ممثلوها لأبعاد ومتطلبات التعليم المُزاول في بلدانهم، التي تُغْرَق من خلاله دائرة المُتعلمين في بيئات مُحاكاة تتغير فيها السيناريوهات وتختلف عندها الفروض لتزيد من الفهم والمعرفة، وتُحفز على التجريب والتعلم، وترفع من التفاعل والمشاركة داخل غرف الدراسة بمختلف مراحل التعليم الجامعي وما قبله.

نافلة:

أضحت “افتراضية” المُعلم والمُتعلم، من الضرورات الحتمية في عصر “الرقمنة” الحالي بعد طرح أعرق المؤسسات التعليمية العالمية خيارات بديلة لمساقاتها التقليدية بمساقات تعليمية في غرف افتراضية تُعين قُطبَي العملية التعليمية على اقتناء البيانات والمعلومات وتؤكد على التواصل والتدريب وإنجاز الواجبات والتقييمات بالصوت والصورة والفيديو والكتب الإلكترونيّة من خلال شبكة الإنترنت التي ألغت إحساس فوارق الواقعين الحقيقي والافتراضي وفق ما أجملته توصيات الملتقى التربوي الخليجي الذي قادته كوادر “نسوية” كويتية خالصة خلال فترتي الصباح والمساء باحترافية ومهنية لا مثيل لها طوال أيامه، فهنيئاً للشقيقات في الكويت هذا الإنجاز الباهر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية