حميدان: البحرين تستقطب استثمارات مباشرة ضعف المتوسط العالمي
توقعات بتعافي نسبي للاقتصاد الوطني من الجائحة العام الجاري
التكلفة التشغيلية أقل بنسبة 43 % من الدول المجاورة
خطة مستقبلية لتنمية السياحة واستضافة 15 مليون سائح سنويًا
“موندليز” يصدر من البحرين إلى أكثر من 40 دولة
مخزون الاستثمار الأجنبي في البحرين يبلغ 31 مليار دولار
قال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية خالد حميدان، إن البحرين تستقطب استثمارات أجنبية مباشرة ضعف معدل المتوسط العالمي وأكثر من دول الجوار.
وأوضح حميدان - خلال الإيجاز الإعلامي الحكومي الذي نظّمه مركز الاتصال الوطني بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية ضمن سلسلة الإيجازات الحكومية التي تعقد عبر الاتصال المرئي، للحديث عن دور الاستثمارات المباشرة في التنمية الاقتصادية لمملكة البحرين أمس – أن الاستثمارات المباشرة يكون لها أهمية في العالم بأجمعه الذي تأثر بجائحة كورونا، مشيرًا إلى أن الاقتصاد والتعافي الاقتصادي يعتمد على الاستثمارات، وستتنافس جميع دول العالم لجذب الاستثمارات الأجنبية، ونحن في البحرين تنافسيتنا جيدة ويجب المحافظة عليها، لافتًا إلى أن البحرين تستقطب استثمارات أجنبية مباشرة ضعف معدل المتوسط العالمي وأكثر من دول الجوار.
وبسؤاله عن أكثر القطاعات تراجعًا بسبب الجائحة ودورها في الاقتصاد، أوضح حميدان أن التراجع الاقتصادي ظاهرة عالمية وليس في البحرين فقط، والاقتصادي العالمي كله تأثر، وكان التراجع في آخر التوقعات ما بين 4 و5 %، والتوقعات أن يكون هناك تعافي نسبي في الاقتصاد في العام 2021 مقارنة بالعام الماضي، مشيرًا إلى أن أكثر القطاعات تأثرًا بالجائحة هي القطاعات المتعلقة بالسياحة ومنها الفنادق والمطاعم وشركات الطيران، ولكن مع إعطاء اللقاح يمكن أن يكون هنالك تحسن ملحوظ في القطاعات الاقتصادية التي تأثرت.
وعن التوقعات لحجم الاستثمارات المباشرة مع تداعيات الجائحة هذا العام، أوضح أن التوقعات العالمية تشير إلى أن مستوى الاستثمارات الأجنبية المباشرة سيقل جراء الوضع الاقتصادي في العالم، ونحن نأمل أن ترتفع نسبة البحرين من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأكد حميدان أن المملكة مستمرة في رفع كفاءة مرتكزات التنمية الاقتصادية تماشيًا مع رؤية البحرين 2030، حيث ينفذ المجلس جملة من الخطط الاستراتيجية لتحقيق نتائج نوعية على صعيد الترويج لبيئة الأعمال في المملكة واستقطاب الاستثمارات المباشرة، كما ويركز المجلس في خططه على 8 قطاعات اقتصادية حيوية، من خلال الترويج للفرص والمجالات الواعدة في هذه القطاعات لكسب اهتمام الاستثمارات النوعية بتقديم أفضل الحلول الاستثمارية، وبما يحقق الاستدامة التنموية.
الاقتصاد البحريني متنوّع ومرن
وأضاف أن سمة الاقتصاد البحريني أنّه اقتصاد متنوّع ومرن، فقد نجحت البحرين في بناء اقتصاد حيوي لا تزيد فيه نسبة مساهمة النفط والغاز عن 17.79 % من الناتج المحلي الإجمالي في 2019، بعدما كانت تشكل حوالي 42 % في 2002.
وأشار إلى أن المجلس يوفر الدعم اللازم للمستثمرين المهتمين بالاستثمار في المملكة من خلال توفير المعلومات التي تساهم في تطوير دراسات الجدوى، وكذلك التنسيق مع الجهات الحكومية خلال مرحلة التسجيل لإرشاد المستثمرين ومساندتهم لتسهيل دخولهم إلى سوق المملكة، إلى جانب تقديم خدمات الرعاية والمتابعة بتوفير الدعم المستمر لعملائها على المدى الطويل، وبما يضمن تعزيز فرص نجاحهم وتشجيعهم على التوسع في مشروعاتهم.
وأشار إلى أن البيئة الاستثمارية التي توفرها البحرين من خلال المناخ المستقر والضامن للتوسع والنمو، تشمل مجالات وقطاعات عدة، ولعل من أهمها: الخدمات المصرفية الرقمية، التكنولوجيا المالية، السلع الاستهلاكية، التجارة الإلكترونية، الحوسبة السحابية، مركز البيانات، معاهد تحسين المهارات، مراكز التميّز، وتطوير الواجهة البحرية.
وقال إنّ مخزون الاستثمار الأجنبي في المملكة يبلغ 31 مليار دولار، أي ما يعادل نحو 80 % من حجم الناتج الإجمالي المحلي للبحرين والمقدر بنحو 38.5 مليار دولار، وهي نسبة مرتفعة بالمقاييس الدولية إذ تبلغ قرابة ضعف المتوسط العالمي، مؤكدًا أن تصنيف المملكة في تقرير سهولة ممارسة الأعمال للعام 2020 الذي أصدره البنك الدولي جاء من بين أفضل 10 بيئات عالمية تشهد تحسنًا، وهو مؤشر واضح على مدى نجاح النموذج البحريني في جذب واستقطاب المشروعات الاستثمارية، وقدرته على التكيف مع الظروف والمستجدات.
مزايا المملكة لجذب المستثمرين
وتحدث عن المزايا التي تقدمها المملكة لجذب المستثمرين وتشجيعهم على تأسيس وتوسعة أعمالهم في المملكة، قائلا إن عامل ربحية الشركات يشكل ميزة أساسية، إذ تبلغ نسبة الضرائب على الشركات صفر %، مع إتاحة الملكية الأجنبية بنسبة 100 %، إضافة لانخفاض الكلفة التشغيلية بنسبة تصل إلى 43 % مقارنة مع بعض دول المنطقة.
وأضاف أنّ البحرين ترفد الشركات الاستثمارية بقوى عاملة محلية تتميّز بالكفاءة والخبرة، انطلاقًا من الدعم الحكومي بضرورة تعزيز كفاءة القوى العاملة ورفع مستوى أدائها من خلال التدريب والتأهيل المستمر، وتربط من جهة أخرى أصحاب الأعمال بصنّاع القرارات المعنيين في فريق البحرين، الأمر الذي نتج عنه تسجيل إنجازات متعددة في قطاعات الخدمات المالية، التصنيع والخدمات اللوجستية، تكنولوجيا معلومات الاتصال، التعليم والرعاية الصحيّة، العقارات والسياحة، حيث ساهم ذلك في دعم ورفد الاقتصاد الوطني.
وقال حميدان “نحن متفائلون بالخطوات الثابتة التي تخطوها البحرين نحو التعافي الاقتصادي ضمن العمل المشترك مع القطاعين العام والخاص لـفريق البحرين بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وهو ما يعطي دفعة قوية لنا في المجلس للاستمرار في استقطاب مزيد من الاستثمارات”.
وأضاف “ستزداد أهمية الاستثمار المباشر خلال المرحلة الاقتصادية المقبلة، وهو ما يتطلّب مواصلة تعزيز تنافسية المملكة والانفتاح الاقتصادي لتشجيع مزيد من الاستثمارات التي ستساهم في تعزيز اقتصاد المملكة وإنتاج الفرص النوعية في البحرين”.
بعض قصص النجاح في القطاعات
واستعرض حميدان بعض قصص النجاح في القطاعات، ومنها: بنك (ABC) في قطاع الخدمات المالية والقطاع المصرفي والمالي الذي أسس في العام 2019 “بنك إلى” الذي زاول عمله في نهاية العام 2019 وتمكن خلال أقل من عامين من تحقيق نجاح كبير، كما أن 80 % من موظفي بنك (ABC) هم موظفون بحرينيون، كما ينوي بنك ABC التوسع في بنك ايلا بالمنطقة على أن تكون الإدارة في البحرين.
وأضاف: في قطاع التصنيع لدينا شركة موندليز التي تعد من أكبر الشركات لإنتاج الأغذية ولديها 6 مصانع عملاقة في العالم أحدها موجود في البحرين، ويصدر المصنع في البحرين إلى أكثر من 40 دولة في العالم، كما أن بسكويت أوريو الذي يتم بيعه في استراليا يتم تصنيعه في البحرين.
وذكر في قطاع التكنولوجيا، تم التعاقد مع شركة أمازون ويب سيرفسز قبل سنوات عدة لبناء أول مركز إقليمي للبيانات في الشرق الأوسط وإفريقيا في البحرين، مضيفًا أنه مجلس التنمية الاقتصادية قبل شهرين تعاقد ووقع مذكرة تفاهم مع واحدة من أكبر الشركات الصينية التي تنوي تقديم هذه الخدمة في البحرين، كما سوف يتواصل المجلس مع شركات هندية وصينية وأوروبية وأميركية بحيث تكون البحرين مركز إقليمي للبيانات.
“الملكية للجراحين” من أبرز قصص النجاح
ولفت إلى زيادة أهمية قطاع التعليم والصحة في الاقتصاد والمجتمع بسبب الجائحة. ومن أبرز قصص النجاح الكلية الملكية للجراحين في ايرلندا (RCSI) العريقة، التي توسعت لأول مرة في البحرين، واليوم لديها طلبة من أكثر من 40 دولة يدرسون في البحرين.
وأضاف بالقطاع السياحي البحرين جزيرة صغيرة عدد سكانها 1.5 مليون نسمة، وكان عدد السياح التي يتم استضافتهم أكثر من 11 مليون سائح في السنة، مشيرًا لوجود خطة لتنمية السياحة بحيث يصل عدد السياح إلى 15 مليون سائح في السنة في السنوات المقبلة ما بعد الكورونا.
استراتيجية لقطاع السياحة
وذكر أن المجلس لديه استراتيجية لاستقطاب المستثمرين الذين ينوون الاستثمار في قطاع السياحة، وأهم المشروعات هي تطوير الأراضي المجاورة للبحر، ومنها مشروع مراسي ومشروع بلاج الجزائر، ومشروع الساحل، سوف تعمل هذه المشروعات على تنمية القطاع السياحي، مؤكدًا أن جميع المستثمرين الذين يتم التواصل معهم لديهم نية ورغبة للاستثمار.