+A
A-

بالصور: قصته تفطر القلب.. بادر بتفكيك ألغام الحوثي ففقد عينه وبترت أطرافه

تعدد القصص المأساوية التي تسببت بها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، للمدنيين العزل، إذ لا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ عن حالات ينفطر لها القلب ألما وحزنا، وقصة سليمان الميرابي واحدة منها.

حيث يعيش هذا الطالب اليمني ظروفا أقل ما يقال عنها إنها جد صعبة، لا لشيء إلا لأنه قاد مبادرة تمكن خلالها من تفكيك ونزع 650 لغماً زرعتها ميليشيات الحوثي في ريف تعز لكن مبادرته لم تكلل بالنجاح المطلوب، لاسيما أنه يتعامل مع ألغام قادرة على الانفجار في أية لحظة، وهو ما حدث فعلا إذ انفجر أحدها وتسبب ببتر أطرافه الأربعة وفقدان عينه.

ورعم أنه نُقل على إثرها لمصر ثم إلى الهند للعلاج بيد أن سوء حاله لم يمكنه من استكمال العلاج رغم ضرورته، وفق ما أورد المرصد اليمني للألغام.

وأفاد المرصد أن سليمان الميرابي كان في 2015، طالبا بالسنة الثالثة بدراسة الهندسة الصناعية بجامعة تعز، ومع حرب الحوثيين على المدينة قاد مبادرة لتفكيك القذائف ونزع الألغام من أحياء سكنية بعد أن بدأ تدريبا ذاتيا.

وفي هذا الصدد يروي الشاب أنه تمكن من انتزاع وتفكيك نحو 650 لغما وقذيفة للحوثيين من أحياء سكنية وقرى في ريف تعز.

وفي سبتمبر 2018، كان سليمان في مهمة تفكيك شبكة ألغام للحوثيين بحي الزنوج بتعز، ليباغته لغم انفجر وتسبب ببتر أطرافه الأربعة وفقأ عينه.

ورغم أنه تلقى الإسعافات ونُقل إلى مصر ثم إلى الهند إلا أنه ومنذ أشهر توقف عن العلاج لظروف مادية رغم حاجته الماسة لعلاج عينه الوحيدة التي بدأت بالتدهور الكلي.

ويتواجد الشاب المبادر سليمان، حاليا في مدينة "بونا" الهندية، مقعدا شريدا وحيدا بعد أن تخلى عنه الجميع، إلا صديق له يسكن عنده.

يذكر أن مرصد حقوقي يمني مستقل، كان قد حذر الاثنين، المواطنين اليمنيين من خطورة الألغام الحوثية المنجرفة في السيول، مع بدء موسم الأمطار في العديد من محافظات البلاد.

وقال "المرصد اليمني للألغام"، في تغريدة على صفحته بموقع "تويتر"، إن سيول الأمطار تسببت بجرف الألغام والذخائر غير المنفجرة في مناطق عدة.

وأضاف المرصد المعني بتوثيق ضحايا الألغام: "ندعو المواطنين لتوخي الحذر وعدم الاقتراب من الأجسام المشبوهة والغريبة".

وزرعت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران أغلب الألغام في المناطق السكنية والزراعية، وغالباً ما تنجرف هذه الألغام في مجاري السيول ويصبح خطرها أكبر بوصولها إلى مناطق آمنة.

وكان تحالف حقوقي يمني قد وثق سقوط أكثر من أربعة آلاف مدني بين قتيل وجريح، بالألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في عدد من المحافظات اليمنية خلال الست سنوات الماضية.