+A
A-

مؤشرات رضا طلبة البوليتكنك لم تتغير ولا تضخم في النتائج

حرصًا منها على الاستفادة من التجربة التعليمية الإلكترونية ومراقبة أثرها وإدخال فرص التحسين فضلًا عن متابعة مؤشرات الجودة، أجرت كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين) دراسة مقارنة بين التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي المعتمد في الكلية، من حيث عدة معايير ومؤشرات منها: مؤشرات رضا الطلبة والإنجازات التعليمية. وقد بينت الدراسة أن معدلات رضا الطلبة جاءت متشابهة بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني في معظم البرامج التعليمية التي تقدمها الكلية، فيما جاءت نتائج التحصيل الأكاديمي متقاربة ولم تتعرض إلى التضخم، مرجعةً السبب إلى اعتماد البوليتكنك على أدوات تقييم تتناسب مع التعليم الإلكتروني الذي اعتمد على البحوث واستخدام أسلوب التعلم القائم على حل المشكلات، وتطبيق سياسة الأمانة العلمية، وتؤكد تلك النتائج عدم تأثر العملية التعليمية في البوليتكنك بالظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على القطاع التعليمي.

وفي ذلك، أوضحت المحاضر بكلية إدارة الأعمال بالبوليتكنك (معدة الدراسة) السيدة شيماء عقيل أن ما وصلت إليه الدراسة يعد مؤشرًا إيجابيًا يؤكد على نجاح البوليتكنك في خوض غمار التعليم الإلكتروني والمحافظة على جودة التعليم، من خلال ضمان مستوى صعوبة المواد الدراسية ومناسبتها للمرحلة الجامعية ومستويات الإطار الوطني للمؤهلات، في حين أن معظم المؤسسات واجهت تضخمًا في نتائج الطلبة بسبب طبيعة أدوات التقييم المستخدمة بجانب عدم تفعيل سياسات الأمانة العلمية. فعلى سبيل المثال أن عدد الطلبة في برنامج الهندسة قد زاد بمقدار 131 طالبًا، فيما انخفض معدل النجاح بشكل طفيف مع التعليم الإلكتروني بنسبة 10٪. لم يُظهر طلبة المستوى 7 أي فرق كبير في معدل النجاح، فيما انخفض معدل نجاح طلبة المستوى 8 بنسبة 17.4٪. هذا هو أعلى انخفاض في معدل النجاح بين طلبة الهندسة على اختلاف مستوياتهم. وبالنسبة إلى كلية إدارة الأعمال، تضم 126 طالبًا إضافيًا الفصل الدراسي الحالي، ليصبح المجموع 856 طالبًا. لم يتغير عدد المقررات الدراسية المقدمة في جميع التخصصات من الفصل الدراسي الماضي. فيما انخفض معدل الرضا عن التعلم الإلكتروني انخفاضًا طفيفًا من 85.5 إلى 78.8٪ (أقل بنسبة 6.7٪) ، وهو مؤشر يوضح أن مستوى رضا الطلبة لايزال مرتفعًا في كلية إدارة الأعمال.

وأشادت شيماء بجهود البوليتكنك الحثيثة للارتقاء بالخدمات التعليمية المقدمة، من خلال حرصها على الاطلاع بشكل دوري على مستوى رضا طلابها والأخذ بآرائهم، فضلًا عن المتابعة وإجراء المقارنات بين قياس نسبة رضاهم وتقدمهم الأكاديمي وتحصيلهم العلمي بشكل دوري، بما يضمن تطوير الخدمات والمخرجات التعليمية ومعرفة العراقيل التي تواجههم وإجراء عمليات التحسين والمعالجة في الوقت المناسب.

إلى ذلك، بينت شيماء أنه "نظرًا لما شهده القطاع التعليمي مؤخرًا وتحديدا في مارس الماضي 2020 المتمثل بالتحول الاضطراري الى التعليم الإلكتروني؛ استجابةً لما فرضته جائحة كوفيد-19، باشرت البوليتكنك إجراءاتها لتلبية متطلبات هذا التحول وتدارس أفضل الأساليب التي تضمن تحقيق التعلم المرجو، فضلًا عن تبني التدابير لضمان الانتقال السلس بجانب المحافظة على مستوى الجودة التعليمية. كما قامت الكلية بتجهيز بيئات التعليم الافتراضي من خلال توفير منصة تعليم متقدمة بالتعاون مع الشركاء العالميين في مجال التكنولوجيا. ورافقت عملية التحول الحاجة الملحة إلى تطوير منهجية التعليم الإلكتروني والتأكد من أسس وآليات تقديم وإعداد المقررات التعليمية، وضوابط تقييم هذه المقررات على نحو مدروس وممنهج يرتكز على معايير عالمية في هذا المجال. فتمثلت أبرز تلك التدابير التي سلكتها البوليتكنك في الانضمام إلى عضوية "كواليتي ماترز" الرائدة في مجال جودة التعليم الرقمي وبيئات التعليم على شبكة الإنترنت، وتوفير برامج التدريب المهني المتنوعة لأعضاء هيئة التدريس والموظفين بشكل يعزز ويطور من مهارات تصميم الدورات والبرامج التعليمية".