العدد 4577
الإثنين 26 أبريل 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
من فضلك دعني أُكمل
الإثنين 26 أبريل 2021

تردّد يوسف كثيرًا قبل أن يقرّر دخول مكتب مديره ويطلب منه رأيه في موضوع معيّن فهذا المسئول معروف بعصبيته وأسلوبه الساخر وعدم تقبله للرأي الآخر أو حتى الاستماع إليه وإن كان يظهر خلاف ذلك في المناسبات العامة. وبصوت هادئ قال يوسف: عفوًا سيدي نسيت. قاطعه المسئول وبحدّة، والانفعال يسيطر على كلماته: نعم، نسيت هذا العذر أصبح معروفًا وجاهزًا لديكم أنتم الكسالى والخاملون. أنا لا أعترف بمثل هذه الأعذار!. أنا أريد إنجازًا لا أعذارًا!!. أريد التقرير الذي كلّفتك بإعداده في وقته وتاريخه وإلا وأنت تعرف ما أقصده!!.

بذات الهدوء والاتزان وبعد أن فرغ المسئول من قراءة لائحة اللوم والتهديد والوعيد قال يوسف: كنت أريد أن أخبرك سيدي بأنك نسيت أن توقّع هذه المعاملة فإدارة المالية لن تمررها دون توقيعكم الكريم فأنتم من يملك هذه السلطة!!. أحسَّ المدير بحرج شديد ولكنه لم يعتذر فالاعتذار من شيم المحترفين الأقوياء، وهو كما يبدو خارج هذا التصنيف. كان يمكن تفادي مثل هذه المواقف لو تدرّبنا على مبادئ الاستماع الجيد وعدم مقاطعة الآخرين.

تقول لزلي شور في هذا السياق: “عندما نبدأ بالعمل على الرد أي تجهيز ما نقول قبل أن ينتهي المتحدث نفقد كلا من المعلومات الكاملة المعروضة وفهم مشاعر المتحدث عند الكلام”. وفي ذات المسار تؤكد هارفرد بزنس ريفيو بأن هناك ثلاث خصائص للمستمع الجيد وهي: 1- عدم مقاطعة الآخرين 2- إشعار الآخرين بأنك تستمع إليهم باستخدام تعابير الوجه والصوت.3- القدرة على تكرار ما قاله الآخرون.

ربما أستطيع في هذا السياق سيدي القارئ أن أعرض أمامك تعريف الإنصات كما ورد في معجم المصطلحات الإدارية بأنه: “وسيلة من الوسائل الفعّالة لتسهيل الاتصال وتستلزم هذه الوسيلة الإصغاء الجيد والتركيز لمعرفة وفهم المعلومات التي يحاول المرسل توصيلها”.

ما رأيك سيدي القارئ في الموقف الذي بدأنا به مقالتنا هذه، هل خبرت أو واجهت مثله خلال رحلتك المهنيّة؟!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .