بعد ساعات على دعوة ولي العهد السعودي متمردي اليمن إلى وقف الحرب والتفاوض
ظريف يلتقي كبير مفاوضي جماعة الحوثي في مسقط
التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المتحدث باسم المتمردين اليمنيين محمد عبد السلام في مسقط أمس الأربعاء، إذ أكد له موقف طهران المؤيد لوقف إطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات لإنهاء الحرب المدمرة في اليمن.
سبق وأن أعلنت طهران تأييدها لوقف إطلاق النار في اليمن. وجاءت تصريحات ظريف هذه بعد ساعات على دعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المتمردين الحوثيين إلى وقف الحرب والتفاوض.
وبحسب وزارة الخارجية الإيرانية، فإنّ ظريف جدد تأكيد موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتسوية الأزمة في اليمن، والمطالبة بوقف إطلاق النار وتفعيل المفاوضات اليمنية اليمنية.
ويقيم عبدالسلام وقياديون آخرون في صفوف المتمردين المتحالفين مع إيران، في مسقط منذ أعوام. وانعقدت لقاءات عدة بين الوزير الإيراني والمتحدث باسم الحوثيين في العاصمة العمانية في السنوات الأخيرة.
وتشهد الحرب في اليمن، حيث قتل وأصيب عشرات آلاف الأشخاص منذ بداية النزاع على الحكم بين المتمردين والحكومة في 2014، تصاعدا منذ أكثر من شهرين مع سعي الحوثيين للتقدم والسيطرة على مدينة مأرب، آخر معقل للحكومة المعترف بها في شمال اليمن.
وفي خضم معركة مأرب، اقترحت السعودية، التي تدعم الحكومة عسكريا، وقفا “شاملا” لإطلاق النار الشهر الماضي والعودة للمفاوضات، وهو اقتراح رفضه الحوثيون على الفور مطالبين أولا بإعادة فتح مطار صنعاء المغلق بقرار من السعودية منذ 2016.
وتتّهم الرياض خصمها اللدود إيران بدعم المتمردين بالسلاح والصواريخ ومساعدتهم على تصنيع طائرات مسيّرة يستخدمها هؤلاء لمهاجمة المملكة، لكن طهران تنفي ذلك وتؤكد أنّ دعمها للحوثيين سياسي.
وبعدما هاجمها في مقابلات عدة، قال ولي العهد السعودي لقناة “السعودية” في مقابلة بثت مساء الثلاثاء “في الأخير إيران دولة جارة وكل ما نطمح أن يكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع ايران”.
وأكّد الأمير محمد في مقابلته أنّ المقترح السعودي للحل في اليمن “هو وقف إطلاق النار والدعم الاقتصادي وكل ما يريدونه مقابل وقف إطلاق النار من قبل الحوثي والجلوس على طاولة المفاوضات”.
من جانب آخر، أكد مستشار الرئيس اليمني عبدالملك المخلافي أن المعيار الإنساني لنجاح دور الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص يتمثل في حقيقة موقفها مما يحدث في مأرب اليوم من استهداف للمدنيين ووقف حمامات الدم فيها.
وشدد المخلافي، في منشور على فيسبوك، على ضرورة ممارسة الأمم المتحدة ضغوطا حقيقية لوقف العدوان الحوثي المستمر على مدينة مأرب وعلى المدنيين فيها، من أجل إثبات مدى التزامها بالبعد الإنساني وحرصها على السلام لإنجاح مهمة مبعوثها الخاص في اليمن.
وأكد أن “مأرب لن تسقط، ولكن الضمير الإنساني الذي لا يرى ما يحدث، والقانون الدولي المتغاضي عن جرائم الحوثي وإيران، هما من يسقطان في كل مرة يتساقط المدنيون في أتون الحرب المجنونة التي أشعلها الحوثيون”.
وأضاف مستشار الرئيس اليمني أن تغاضي المجتمع الدولي والأمم المتحدة عن انتهاكات إيران وأتباعها ومحورها الطائفي في اليمن، هو من شجعها على ممارسة مزيد من الجرائم وسفك الدماء.
ولفت إلى أن جماعة الحوثي، المدعومة إيرانيا، لا تكترث بكل دعوات ومبادرات السلام التي تنهال عليها؛ لأنها عدوة للسلام والحرية، ولا تؤمن سوى بالقتل والدماء والخراب.
وتشن ميليشيا الحوثي، منذ فبراير الماضي، هجومًا عسكريًا هو الأعنف منذ بداية الحرب، على محافظة مأرب شرق البلاد، التي تضم حقول النفط والغاز الطبيعي في اليمن، في محاولة للسيطرة عليها، في ظل ارتفاع الأصوات الدولية والمحلية الداعية إلى ضرورة حقن الدماء في المحافظة.