+A
A-

المرحوم الحاج إبراهيم لطف الله.. من رجال البحرين الأوفياء

“روح‭ ‬العطاء‭ ‬تسكن‭ ‬التراب‭ ‬بعد‭ ‬78‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬البذل‭ ‬والتفاني‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الدين‭ ‬والوطن”‭.. ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الموافق‭ ‬24‭ ‬نوفمبر‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬شيَّعت‭ ‬قلوب‭ ‬المحبين‭ ‬الوجيه‭ ‬الحاج‭ ‬إبراهيم‭ ‬لطف‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬وافاه‭ ‬الأجل‭ ‬المحتوم‭ ‬يوم‭ ‬الأول‭ ‬الأحد‭ ‬الموافق‭ ‬23‭ ‬نوفمبر‭ ‬2014‭ ‬إلى‭ ‬مثواه‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬أبوصيبع‭ ‬مسقط‭ ‬رأسه‭.‬

 

مكانة‭ ‬رفيعة‭ ‬لدى‭ ‬الجميع

شخصيات‭ ‬وعلماء‭ ‬دين‭ ‬ورجال‭ ‬أعمال‭ ‬من‭ ‬أصدقاء‭ ‬المرحوم‭ ‬الحاج‭ ‬لطف‭ ‬الله‭ ‬يستحضرون‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬البلد‭ ‬وأهلها،‭ ‬فقد‭ ‬اقتبس‭ ‬من‭ ‬والده‭ ‬سيرة‭ ‬حياته‭ ‬ما‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬الذوبان‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الناس‭ ‬وهمومهم،‭ ‬حتى‭ ‬عرف‭ ‬عنه‭ ‬تلك‭ ‬المقولة‭ ‬الشهيرة‭: ‬”إن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يبهج‭ ‬الناس‭ ‬يبهجنا‭.. ‬وكلما‭ ‬رأيت‭ ‬الناس‭ ‬مسرورة‭ ‬شعرت‭ ‬بالسرور”،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬جواد‭ ‬الحواج‭ ‬تحدث‭ ‬يوم‭ ‬رحيل‭ ‬“بو‭ ‬إسماعيل”‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬رجلًا‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬البحرين‭ ‬الأوفياء‭ ‬يحظى‭ ‬بمكانة‭ ‬رفيعة‭ ‬عند‭ ‬الجميع،‭ ‬ولم‭ ‬يبخل‭ ‬بمدِّ‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬المحتاجين،‭ ‬حتى‭ ‬شيد‭ ‬مأتم‭ ‬أبو‭ ‬صيبع‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬العظيم‭. ‬وعن‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬التجاري،‭ ‬فللفقيد‭ ‬حجمه‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬التجاري،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬متعاونًا‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬التجار،‭ ‬وأياديه‭ ‬البيضاء‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تعمير‭ ‬كل‭ ‬مساجد‭ ‬ومآتم‭ ‬قرية‭ ‬أبوصيبع‭ ‬ولها‭ ‬مساهماته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭.‬

بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬أضواء‭ ‬الإعلام

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬منهجية‭ ‬العمل‭ ‬وفق‭ ‬تقديم‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬ونفع‭ ‬المجتمع‭ ‬وترسيخ‭ ‬معاني‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والسلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬النسيج‭ ‬الوطني‭ ‬التي‭ ‬آمن‭ ‬بها‭ ‬المرحوم‭ ‬لطف‭ ‬الله،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬دائم‭ ‬العمل‭ ‬لصيانة‭ ‬تلك‭ ‬المعاني‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الأضواء‭ ‬والإعلام،‭ ‬ذلك‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يكرر‭ ‬دائمًا‭: ‬”حينما‭ ‬نرى‭ ‬الناس‭ ‬سعداء‭.. ‬فذلك‭ ‬يسعدنا”،‭ ‬ولهذا،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬الإخلاص‭ - ‬رغم‭ ‬حرص‭ ‬الراحل‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬عمله‭ ‬تحت‭ ‬أضواء‭ ‬الإعلام‭ - ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬يثمنون‭ ‬أدواره‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن،‭ ‬والعمل‭ ‬المخلص‭ ‬لتنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬ودعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وبذل‭ ‬الجهد‭ ‬لدعم‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالمشروعات‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬والناس‭ ‬المقربين‭ ‬منه‭ ‬تحديدًا،‭ ‬كانوا‭ ‬مطلعين‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تشغل‭ ‬بال‭ ‬الراحل‭ ‬ويهتم‭ ‬بها‭ ‬ومنها‭ ‬دعم‭ ‬المشروعات‭ ‬المختلفة‭ ‬برؤية‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬تراكم‭ ‬خبرات‭ ‬وحكمة‭.‬

إصرار‭ ‬على‭ ‬النجاح

لقد‭ ‬أولى‭ ‬الحاج‭ ‬إبراهيم‭ ‬لطف‭ ‬الله‭ ‬مساحة‭ ‬من‭ ‬اهتمامه‭ ‬في‭: ‬المجال‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمهني‭ ‬والإنساني،‭ ‬وربطها‭ ‬بعطاء‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬لاسيما‭ ‬أبناء‭ ‬القرى‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يتمتعون‭ ‬بإصرار‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬الأسرية‭ ‬والعملية،‭ ‬وفي‭ ‬مسار‭ ‬حياته‭.. ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بالزراعة‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬التجارة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬وقرى‭ ‬شارع‭ ‬البديع‭ ‬والتحاقه‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬أواخر‭ ‬الخمسينات،‭ ‬ثم‭ ‬المحطة‭ ‬الأهم‭ ‬والأبرز‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مشواره‭ ‬وهي‭ ‬تلك‭ ‬العزيمة‭ ‬التي‭ ‬جعلته‭ ‬يشق‭ ‬طريقه‭ ‬بنجاح‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الصناعي‭ ‬أوائل‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬المجالات،‭ ‬كلها‭ ‬مراحل‭ ‬شهدت‭ ‬محطات‭ ‬لرحاب‭ ‬عطاء‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الخير‭ ‬وخدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬والثقافة‭.‬

الشباب‭ ‬والعمل‭ ‬الحر

كان‭ ‬من‭ ‬المؤيدين‭ ‬لانطلاق‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬الحر،‭ ‬وداعمًا‭ ‬ومبادرًا‭ ‬لتشجيع‭ ‬الإنتاج‭ ‬والبدء‭ ‬بالمشروعات‭ ‬مع‭ ‬مواصلة‭ ‬التعليم‭ ‬واكتساب‭ ‬المعارف‭ ‬والخبرات‭ ‬وهو‭ ‬مجال‭ ‬لن‭ ‬يتمكن‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬منعه‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬لطالما‭ ‬تمتعوا‭ ‬بالعزيمة‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬إثبات‭ ‬وجودهم،‭ ‬ورغم‭ ‬إدراكه‭ ‬بأهمية‭ ‬الدراسات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬تمثل‭ ‬رافدًا‭ ‬مهمًا‭ ‬لانتهاج‭ ‬الخطوات‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬تأسيس‭ ‬وإدارة‭ ‬العمل‭ ‬الحر‭.‬