العدد 4584
الإثنين 03 مايو 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
ربما البعض لا يفضٌل ذلك. لماذا؟
الإثنين 03 مايو 2021

سُئل أحد القادة الإداريين: هل تتفادى تعيين من تعتقد أنه أذكى منك أو أنه يتمتع بحضور لافت بحكم خبرته وإنجازاته وعلمه مساعدًا لك؟ كانت إجابة القائد بسيطة وصادقة قال: أنا أرحب بالعمل مع مثل هذه الكفاءات فهي مكسب للمؤسسة هذا أولاً، وثانيا لأنها تخلق لدي تحديًا حقيقيًّا يتمثل في مدى مقدرتي وخبرتي المهنية تؤهلني في توفير بيئة عمل مناسبة تحاكي قدرات وطموحات مثل هذه الكفاءات وترسخ لديهم الرضا الوظيفي.

ربما نتفق سيدي القارئ بأن هذا القائد يتمتع بثقة عالية بنفسه وبقدراته المهنية، لذا هو لا يهاب تعيين مثل هذه الكفاءات المتميزة معه بل إنه ينظر بإيجابية إلى ذلك ويراها مكسبًا للمؤسسة.  بعبارة أكثر وضوحًا هو لا يخاف أو يحس بالغيرة المهنية من أن تتمكن تلك الكفاءات من نقل الأضواء إليها بل إنه يرى أن وجودها يخلق لديه تحديًا صحيًّا يمكننا وصفها بالاحترافية المهنية وهو كيف يمكننا إيجاد بيئة عمل مناسبة تتماشي وقدرات هذه الكفاءات وطموحاتهم.

  والآن ما رأيك سيدي القارئ في الموقف التالي هل يعكس ما ذكرناه آنفاً؟

التقيت أحد الزملاء وهو في منصب إداري رفيع وبادرته بالتهنئة على تعيين نائب له وأخذت وبحسن النية أتحدث عن هذا النائب وقدراته المهنية المتميزة وحضوره اللافت في مجتمع الأعمال وإنجازاته في المؤسسات التى عمل فيها وأسلوبه الراقي في التعامل مع زملائه ومرؤسيه في العمل. توقفت عن متابعة حديثي فقد لاحظت التغيرات المفاجئة على ملامح الزميل والتي فسرتها بحكم خبرتي في قراءة لغة الجسد بأنها تدعوني إلى التوقف وفعلا هذا ما فعلته.

يبدو أن حديثي عن النائب قد تسبب وبدون أن أدري في تنشيط بعض خلايا الحساسية لديه فالعبارة الوحيدة التي نطق بها الزميل بعد صمت طويل تعقيباً على حديثي كانت: الخبرة الإدارية علمتنا بأن هناك أكثر من وسيلة لتحجيم وربما للتخلص من المنافسين الذين قد يشاركوننا الأضواء.

تعرف المصادر الإدارية الثقة بالذات بأنها: “حالة شعورية يحس بها الشخص في حياته وعمله جراء قناعته بأنه يمتلك كفاءات ومهارات وخبرات كبيرة”. ما رأيك سيدي القارئ في تعقيب الزميل هل يعكس توفر الثقة لديه؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .