+A
A-

لماذا غابت الاعمال التلفزيونية التاريخية في شهر رمضان المبارك؟

غياب الدراما التاريخية والفصحى أصبح واضحًا في وطننا العربي، فقد كثرت المسلسلات التقليدية والمكررة في السنوات الأخيرة، نحن بحاجة إلى دخول هذا اللون من الدراما على شاشات الوطن العربي بالأخص في شهر رمضان بالتحديد للابتعاد عن الدراما الاعتيادية والمكررة، ونتمنى أن يعرض هذا النوع من الدراما لأنها ذات معنى وتاريخ حقيقي، فهل ستعود؟ أم ستظل قليلة وغائبة؟ وماهي أسباب غيابها؟


في هذا التحقيق سنعرض آراء بعض المخرجين من مملكة البحرين حول موضوع "غياب وقلة المسلسلات التاريخية والفصحى " هذا العام.

اهتمام
الكاتب والمخرج علي الصايغ يقول: ”تحتاج الدراما التاريخية إلى ميزانيات ضخمة وكتاب محترفين ومدققين وخبراء تاريخيين وكوادر فنية متخصصة وأعداد لا يستهان بها من الممثلين والكومبارس، فبالتالي ليس من السهل إنتاج مثل هذه النوعية من الأعمال الدرامية“، وأضاف تميزت الدراما السورية بالأعمال التاريخية عربيا في سوريا لأنها تمتلك الإمكانيات المناسبة لإنتاج الأعمال التاريخية“، وقال: ”أعتقد بأن الأوضاع الراهنة ألقت بظلالها على نوعية الإنتاج الدرامي وكميته بشكل عام في العالم العربي“.


واختتم الصايغ قائلًا إن من أمتع الأعمال بالنسبة لي شخصيا هي الأعمال التاريخية، والأعمال التي تقدم باللغة العربية الفصحى، وتمنى فعلا أن تلقى الأعمال التاريخية الاهتمام المطلوب في الخليج.

العربية
قال الممثل والمخرج خالد الرويعي ان الدراما ليس لها علاقة برمضان أو غير رمضان، ولكن اللغة العربية اصبحت غريبة ومهجورة بسبب المجتمع، حيث أصبح أمي لا يتقن اللغة العربية، فالمحطات الفضائية تبحث عن الربح والتجارة وتجارتها في المسلسلات العامية، وأكد على أنه من أشد المشجعين للدراما باللغة العربية، فعلى الأقل ربما تساهم هذه الأعمال في تحسين اللغة العربية للجيل الجديد لأنه وللأسف اجيالنا الجديدة منسلخة عن هويتها يتقنون اللغة الاجنبية أكثر من اللغة العربية ولا يحسنون الكتابة أيضا، وأضاف غريب أن تقول بأنك عربي ولكن لا تتقن اللغة العربية، أعتقد الدراما قبل أن تكون فن هي رسالة، وللأسف الأجيال متورطة في جهلها.

التكلفة
أكد المخرج فهد زينل إن سبب تراجع هذا النوع هو التكلفة في هذه الاعمال وقلة الإيرادات، وإن هناك اشخاص نخبويين يحبون أن يتابعون هذه الأعمال ولكن المنتج سيشاهد أي الأعمال الأكثر اقبالًا، ومن وجهة نظري لا اتوقع ان كانت الإيرادات توفي حق المسلسل رغم قصته التاريخية، وفي الوقت نفسه ننظر للفنانين الموجدين الذين يتقمصون الشخصيات التاريخية لهم وجودهم، ولكن يجب أن يكونوا متقنين اللغة العربية الفصيحة لأنه ليس كل فنان يتمكن أو قادر من اتقانها، وإن وجٍد فالمتمكن سيطلب أجرًا عاليًا.


وأضاف من وجهة نظري بشكل عام إن غياب هذا النوع من الدراما هو لدواعي انتاجية من ناحية الديكور والملابس مواقع مختلفة للتصوير من الممكن أن نحتاج إلى مواقع تصوير مختلفة قد تكون غير متوفرة في الوطن العربي.


وأكد زينل : ”أنا أشجع الدراما التاريخية الفصيحة لأن بها أهداف نبيلة عديدة سواء كانت تاريخية أو باللغة العربية الفصيحة، لأن سينشر في الوطن العربي بشكل عام فهناك جماهير في المغرب العربي ممكن ان تكون تفهم بالغة العربية الفصحى ولكن نعود هذه اللغة تضم الوطن العربي ككل، لكن هل كل الوطن العربي يميل للغة العربية الفصحى أو يميل للهجة بلدة او القريبة من بلدة؟ أنا اميل رغبتا. لكي العمل ينتشر ويخذ حقه بشكل عام جميلة اللغة العربية ولكن الان أصبح السوق هو الذي يحكم، مع الأسف هذه رغبة الجمهور.

تكاليف
الممثل والمخرج المنفذ عبدالرحمن محمود يقول بأن التكلفة العالية جدا لإنتاج مسلسل تاريخي واحتياجنا لملابس خاصة ولديكورات مصنعة وعمل مكياج خاص من ناحية الشوارب وغيرها، واختيار الممثل على سبيل المثال الشاعر طرفة ابن العبد يجيب ان ملامحة و البنية الجسمانية مشابه له، ومن ناحية الإكسسوار الدروع والسيوف والخيام  الخيول وامور عديدة فهذا جميعه يصب في التكلفة العالية لإنتاج المسلسل التاريخي.


وأضاف بأنه من الممكن أن سبب غياب هذا النوع من الدراما هو قلة الكتاب والمخرجين، لا يوجد لدينا كتاب يكتبون في التاريخ و المخرجين أعتدوا على الاعمال البسيطة التي نشاهدها السائرة ، فالكاتب إذ سيكتب في التاريخ لا يستطيع الكتابة من عقلة ولكن يجب عليه البحث لكي لا يقع في أخطاء، لأن هذا تاريخ وهناك وقائع وحقائق حدثت يجب البحث عنها، فمجرد كتابة السيناريو يتطلب وقت طويل سنة تقريبًا، فمعظم الأعمال التاريخية الناجحة هي الأعمال السورية، فالممثلين السورين يجيدون اللغة العربية الفصحى ، تمثيلا و وأداء، ولكن بسبب الاوضاع السياسية حدث تشتت للمثلين السورين.


إن المنتجين يتخوفون من دفع 4مليون إلى 5 مليون لمسلسل لا يعلمون هل سيربح أضعاف هذا المبلغ المالي؟ وهل المحطات ستشتري المسلسل؟ فيفضل انتاج مسلسل اعتيادي ذو تكلفة بسيطة ليحقق له الربح.


واختتم قائلًا إنه وبسبب قلة إقبال المحطات الفضائية لشراء المسلسل، فتكلفة المسلسل عالية جدًا ليصل إلى حالة درامية صحيحة، فيجب أن يعود رأس المال الذي صرف لإنتاج المسلسل، فالمحطات تتخوف من شرائها لأنها ستدفع مبالغة ضخمة، وتتساءل هل سيحقق مشاهدات؟ ​