العدد 4586
الأربعاء 05 مايو 2021
banner
ليس هذا وقت الشقاق
الأربعاء 05 مايو 2021

قادتني الصدفة إلى قراءة تقرير في إحدى الصحف التي تصدر في بريطانيا باللغة العربية، وهو تقرير حول أزمة السد الأثيوبي الذي يضر بمصر والسودان، التقرير كان يتناول لقاء وزير الري الجزائري بالسفير الأثيوبي في الجزائر وما نشر من تصريحات للوزير الجزائري حول حق أثيوبيا في التنمية والتعاون بين الجزائر وأثيوبيا في مجال الموارد المائية، وهي تصريحات أحدثت ضجة إعلامية كبيرة، خصوصا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث فسر البعض تصريحات الوزير الجزائري على أنها دعم للموقف الأثيوبي في مواجهة مصر والسودان.

وفي تقديري، ليست المشكلة في تصريحات الوزير الجزائري، فلا مصر ولا السودان رفضت التعاون مع أثيوبيا، ولا مصر ولا السودان رفضت حق أثيوبيا في التنمية، لكن الأزمة نتجت بسبب التعنت الأثيوبي ورفض أثيوبيا التوقيع على أي اتفاق ملزم حول إدارة السد الذي يقام على نهر دولي يخضع لقواعد القانون الدولي الذي يمنع أية دولة من الدول المنتفعة من النهر أن تنفرد بإدارته أو عمل مشاريع تضر بغيرها.

لكن المشكلة التي رأيتها هي مساحة الجهل وعدم معرفة أية معلومات عن الأزمة لدى الغالبية العظمى ممن علقوا على تصريحات الوزير الجزائري بالتقرير الذي ذكرته، حيث دخل عدد كبير جدا من العرب في سجال وشتائم تعكس درجة التمزق وعدم المعرفة لدى الغالبية العظمى، ما يبين أننا كعرب في خطر حقيقي لأننا لا ندرك خطورة ما نحن فيه على الأمة كلها وليس على مصر والسودان وحدهما، والذي يريد أن يعرف مأساة الشعوب العربية وحجم الوعي المفقود فليقرأ التعليقات التي كتبت في صحيفة “رأي اليوم” اللندنية على ذلك التقرير الذي نشر في ١ مايو الجاري، تلك التعليقات التي شغلت مساحة تعادل مساحة التقرير نفسه عشرات المرات وأظهرت أن الكثير من الناس يتحدثون دون علم، فقط لمجرد العناد وتصفية الحسابات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية