+A
A-

دعوة لتحقيق دولي في إعدام إيران آلاف المعارضين عام 1988

طالب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬شخصية‭ ‬بينهم‭ ‬حائزو‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬ورؤساء‭ ‬دول‭ ‬وحكومات‭ ‬سابقون‭ ‬ومسؤولون‭ ‬سابقون‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بإجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬دولي‭ ‬حول‭ ‬إعدام‭ ‬إيران‭ ‬آلاف‭ ‬المعارضين‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬سجونها‭ ‬عام‭ ‬1988‭.‬

ودعا‭ ‬مقدمو‭ ‬الطلب‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬مفتوحة‭ ‬إلى‭ ‬المفوضة‭ ‬العليا‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ميشيل‭ ‬باشليه‭ ‬نشر‭ ‬نصها‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء،‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬تقصي‭ ‬المسألة‭ ‬“بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحقيق‭ ‬دولي”‭.‬

وتقوم‭ ‬منظمات‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بحملة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحقاق‭ ‬العدالة‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬توصّفه‭ ‬بإعدام‭ ‬آلاف‭ ‬الإيرانيين‭ ‬معظمهم‭ ‬شبان‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬إيران‭ ‬مع‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬العراق‭ (‬1980-1988‭).‬

واستهدفت‭ ‬الإعدامات‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬أنصار‭ ‬منظمة‭ ‬“مجاهدي‭ ‬خلق”‭ ‬الذين‭ ‬تعتبرهم‭ ‬السلطات‭ ‬“خونة”‭ ‬لارتكابهم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬الاسلامية‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬ودعمهم‭ ‬نظام‭ ‬الرئيس‭ ‬العراقي‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭. ‬ووجه‭ ‬سبعة‭ ‬مقررين‭ ‬خاصين‭ ‬تابعين‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬أعربوا‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬“قلق‭ ‬بالغ‭ ‬حيال‭ ‬رفض‭ (‬طهران‭) ‬المتواصل‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ (‬القتلى‭) ‬والمكان”‭ ‬الذي‭ ‬دفنت‭ ‬فيه‭ ‬جثثهم‭. ‬وكتب‭ ‬خبراء‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬“نشعر‭ ‬بالقلق‭ ‬حيال‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يرتقي‭ ‬إلى‭ ‬جرائم‭ ‬بحق‭ ‬الإنسانية”‭ ‬مطالبين‭ ‬بتحقيق‭ ‬“كامل”‭ ‬و”مستقل”‭ ‬وبإصدار‭ ‬“وثائق‭ ‬وفاة‭ ‬دقيقة”‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العائلات‭.‬

وحذروا‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬“رفض‭ ‬احترام‭ ‬واجباتها”،‭ ‬عندها‭ ‬ينبغي‭ ‬إجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬دولي‭ ‬لإلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭.‬

تشير‭ ‬الرسالة‭ ‬المفتوحة‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة،‭ ‬مؤيدة‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬دولي‭ ‬في‭ ‬المسألة‭. ‬وجاء‭ ‬فيها‭ ‬“ندعو‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لثقافة‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬حول‭ ‬الإعدامات‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬القانون‭ ‬وعمليات‭ ‬الإختفاء‭ ‬القسري‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬عام‭ ‬1988”،‭ ‬مضيفة‭ ‬“نحض‭ ‬المفوضة‭ ‬العليا‭ ‬ميشيل‭ ‬باشليه‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬تشكيل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة”‭.‬

وبين‭ ‬موقعي‭ ‬الرسالة‭ ‬المفتوحة‭ ‬ستة‭ ‬من‭ ‬جائزي‭ ‬جوائز‭ ‬نوبل‭ ‬والرئيسة‭ ‬الإيرلندية‭ ‬السابقة‭ ‬ماري‭ ‬روبنسون‭ ‬التي‭ ‬تولت‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬منصب‭ ‬باشليه‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المفوضية‭ ‬العليا‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ورؤساء‭ ‬لجان‭ ‬تحقيق‭ ‬دولية‭ ‬سابقة‭ ‬شكلتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬وإريتريا‭.‬

كما‭ ‬وقع‭ ‬الرسالة‭ ‬أيضا‭ ‬28‭ ‬خبيرا‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمدعي‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬للمحكمتين‭ ‬الدوليتين‭ ‬حول‭ ‬يوغوسلافيا‭ ‬السابقة‭ ‬ورواندا‭ ‬ورؤساء‭ ‬دول‭ ‬وحكومات‭ ‬سابقون‭. ‬ويفيد‭ ‬ناشطون‭ ‬حقوقيون‭ ‬عن‭ ‬إعدام‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬إيران‭ ‬بدون‭ ‬محاكمات‭ ‬بأمر‭ ‬من‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬للجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬آية‭ ‬الله‭ ‬روح‭ ‬الله‭ ‬الخميني‭.‬

ويشير‭ ‬“المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية”‭ (‬معارضة‭ ‬في‭ ‬المنفى‭)‬،‭ ‬ومجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬أبرز‭ ‬مكوّناته،‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬ثلاثين‭ ‬ألف‭ ‬شخص،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التثبت‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭.‬

وهذه‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الحساسية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬إذ‭ ‬يتهم‭ ‬ناشطون‭ ‬مسؤولين‭ ‬حاليين‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬بالضلوع‭ ‬فيها‭.‬