العدد 4592
الثلاثاء 11 مايو 2021
banner
“الدراما الرمضانية”... اللبنانية تصعد والخليجية خارج المنافسة
الثلاثاء 11 مايو 2021

تمطر القنوات الفضائية العربية بعشرات الأعمال الدرامية مع هلال الشهر الكريم من كل عام، في ظاهرة باتت تسمى “السباق الرمضاني”، يتنافس فيها المنتجون والمؤلفون على تجهيز مسلسل من ٣٠ حلقة “بالتمام والكمال”، لتقدم على امتداد الشهر كاملا، وإن جاء هذا السياق/الشرط على حساب المحتوى والمضمون.

وأمام هذا الكم الهائل من الأعمال، يبدو المشاهد مشتتا إلى درجة من التشويش، ليس المتابع العادي فحسب، بل تمتد الحالة لتطال النقاد والمتخصصين الذين مهما بلغت مهاراتهم واجتهاداتهم لن يتمكنوا من متابعة جميع هذه المسلسلات ومن ثم تقييمها ونقدها.

ووسط هذا السباق المحموم، ينجح العمل فقط عندما يتمكن من جذب المشاهد منذ لحظاته الأولى وحتى آخر الحلقات، وحققه هذا الموسم مسلسل “٢٠٢٠” الذي تصدر نسب المشاهدة ونقل العديد من عناصر إنتاجه من الساحة اللبنانية المحلية إلى الفضاء العربي الأوسع، العمل الذي نجح في حبس أنفاس جماهيره في حلقات عدة، وحصد حماسا وتعاطفا واسعا ومتواصلا مع شخصيات العمل، تميز بقوة أداء نجومه وإخراجه، وحبكته القصصية التي تعاون في كتابتها مؤلفان - لا مؤلف واحد كما العادة، اشتركا في كتابة خطوطه العريضة وكذلك أدق تفاصيله.

من جهة أخرى، سعت الدراما المصرية جاهدة هذا العام للحفاظ على مكانتها، فحصد مسلسل “نسل الأغراب” موقعا متقدما جماهيريا معتمدا على تميز “الحوار” والإخراج، وكذلك مسلسل “لعبة نيوتن” الذي حاول مقاربة أحلام ومشاكل الطبقة الوسطى في قاهرة الفن والثقافة.

أما الدراما الخليجية، وباستثناء مسلسل “ممنوع التجول” الذي نجح في مناقشة جانب من إشكاليتنا الاجتماعية أثناء أزمة كورونا، فإن جميع الأعمال الدرامية الخليجية تقف خارج السباق الرمضاني ليس على المستوى العربي الأشمل، إنما على مستوى مخاطبة عقل المشاهد الخليجي الذي يبدو باحثا ومتعطشا لما يلمس عقله ووجدانه.

“مسلسلاتنا” هذا الموسم ليست سوى أفكار مكررة لتلك “المرأة المهووسة بذاتها” ومشاهد مأخوذة “بالحرف” من أعمال عربية، وفي هذه السطور، أدعو المنتجين الخليجيين للتعامل بجدية أكبر مع المشاهد وعقله، والاهتمام بالنوعية عوضا عن السعي للإنتاج كهدف بذاته، والبحث عن تميز يبدأ من الأفكار والسطور.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .