+A
A-

للراحل لطفي نصر... وفاءً وحبًا وامتنانا

في‭ ‬الذكرى‭ ‬الأولى‭ ‬لرحيله‭ ‬يوم‭ ‬29‭ ‬مايو‭ ‬2020،‭ ‬استذكرت‭ ‬الزميلة‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬مع‭ ‬شخصيات‭ ‬وكتاب‭ ‬ومثقفين‭ ‬مسيرة‭ ‬الراحل‭ ‬لطفي‭ ‬نصر،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬عن‭ ‬تجربته‭ ‬مع‭ ‬“رفيق‭ ‬عمره”‭ ‬طوال‭ ‬44‭ ‬عامًا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬صحافيا‭ ‬مهنيًا‭ ‬محترفًا‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬عقيدة‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬آيديولوجية‭ ‬أو‭ ‬حزبية،‭ ‬معبرة‭ ‬عن‭ ‬آمال‭ ‬وأحلام‭ ‬الفئة‭ ‬الكادحة‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬والملاحظ‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬الراحل‭ ‬كان‭ ‬وفيًا‭ ‬لهذه‭ ‬المقولة‭ ‬طوال‭ ‬مسيرته‭ ‬الصحافية،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬مهتما‭ ‬دائما‭ ‬بتغطية‭ ‬وإبراز‭ ‬أخبار‭ ‬العمال‭ ‬والموظفين‭ ‬والمتقاعدين‭ ‬باعتبارهم‭ ‬يمثلون‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬كدحا‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬المجتمع‭.‬

يلفت‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معرفته‭ ‬مع‭ ‬الراحل‭ ‬نصر‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬العام‭ ‬1975‭ ‬حين‭ ‬وصل‭ ‬مع‭ ‬زملائه‭ ‬من‭ ‬الصحافيين‭ ‬المؤسسين‭ ‬لـ‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”،‭ ‬منهم‭ ‬محمد‭ ‬موسى‭ ‬أول‭ ‬مدير‭ ‬تحرير‭ ‬للجريدة،‭ ‬وسعيد‭ ‬نعمة‭ ‬الله‭ ‬وسعيد‭ ‬عارف‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬الزملاء‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬وإصدار‭ ‬جريدة‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬لتكون‭ ‬الصحيفة‭ ‬اليومية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تواصل‭ ‬صدورها‭ ‬بلا‭ ‬انقطاع‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1976‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬

 

مدرسة‭ ‬مهنية

بعد‭ ‬رحيله‭ ‬بأيام،‭ ‬نعى‭ ‬وزير‭ ‬شؤون‭ ‬الإعلام‭ ‬علي‭ ‬الرميحي‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬عزاء‭ ‬الراحل‭ ‬لطفي‭ ‬نصر‭ ‬نائب‭ ‬مدير‭ ‬تحرير‭ ‬صحيفة‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭ ‬بالقول‭: ‬الوسط‭ ‬الصحافي‭ ‬فقد‭ ‬برحيله‭ ‬أحد‭ ‬رواد‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬وعلمًا‭ ‬وقلمًا‭ ‬صحافيا‭ ‬رائدًا،‭ ‬عاشقًا‭ ‬لمهنة‭ ‬الصحافة‭ ‬أفنى‭ ‬سنوات‭ ‬عمره‭ ‬في‭ ‬خدمتها‭ ‬إيمانا‭ ‬برسالتها‭ ‬النبيلة‭ ‬ودورها‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬الأوطان‭ ‬وتطورها‭.‬

واستذكر‭ ‬دور‭ ‬الراحل‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬ودوره‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬جريدة‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭ ‬والعمل‭ ‬بها،‭ ‬وكان‭ ‬الراحل‭ ‬مدرسة‭ ‬صحافية‭ ‬تتلمذ‭ ‬على‭ ‬يده‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعمدة‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬الوزير‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬نموذجًا‭ ‬للصحافي‭ ‬المحب‭ ‬لمهنته‭ ‬المتفاني‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬وهو‭ ‬نموذج‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الإخلاص‭ ‬لمهنة‭ ‬الصحافة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬حين‭ ‬وافته‭ ‬المنية،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬وتمتع‭ ‬بمهنية‭ ‬في‭ ‬تغطياته‭ ‬لجلسات‭ ‬مجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ ‬ومختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬وموضوعيته‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬مقالاته‭ ‬اليومية،‭ ‬وأن‭ ‬الراحل‭ ‬لطفي‭ ‬نصر‭ ‬كان‭ ‬صاحب‭ ‬كلمة‭ ‬صادقة‭ ‬زخر‭ ‬بها‭ ‬عموده‭ ‬الصحافي‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬أيضًا‭ ‬خلاصة‭ ‬تجربة‭ ‬في‭ ‬ماهية‭ ‬ودور‭ ‬العمود‭ ‬الصحافي‭ ‬وما‭ ‬ميزه‭ ‬من‭ ‬أسلوب‭ ‬اختص‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬التطرق‭ ‬للشأن‭ ‬العام‭.‬

‬زرع‭ ‬الإيمان

في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬كتبت‭ ‬الزميلة‭ ‬سمر‭ ‬الأبيوكي‭ ‬في‭ ‬زاويتها‭ ‬“من‭ ‬جديد”‭ ‬بصحيفة‭ ‬البلاد‭ :‬”دينامو‭ ‬الصحافة”‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يحط‭ ‬قلمه‭ ‬منذ‭ ‬العدد‭ ‬الأول‭ ‬للزميلة‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”،‭ ‬ترجل‭ ‬وآثر‭ ‬الرحيل،‭ ‬لكنه‭ ‬رحيل‭ ‬مباغت‭ ‬دون‭ ‬عودة‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬ودون‭ ‬عموده‭ ‬الذي‭ ‬سيبقى‭ ‬مسطرا‭ ‬كلمات‭ ‬خطها‭ ‬لنتعلم‭ ‬ونظل‭ ‬نتعلم‭ ‬منها‭ ‬وضوح‭ ‬الكلمات‭ ‬والمعاني‭ ‬والمفردات‭ ‬والنصح‭ ‬والإرشاد‭ ‬ولعبة‭ ‬الإعلام‭ ‬وأهمية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السطور،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬زرع‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬صحافيي‭ ‬البحرين‭ ‬الإيمان‭ ‬الحقيقي‭ ‬بالكلمة‭ ‬وتجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬والتواجد‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬وربط‭ ‬الأحداث‭ ‬ومتابعتها‭ ‬وتحليلها‭ ‬دون‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬ملل”‭.‬

 

الوفاء‭ ‬والحب‭ ‬

ننقل‭ ‬هذه‭ ‬الفقرة‭ ‬نصًا‭ ‬مما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬للزميلة‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭: ‬“وبعد‭ ‬مرور‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬رحيل‭ ‬الصحافي‭ ‬والكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬لطفي‭ ‬نصر‭ ‬مازال‭ ‬أبناؤه‭ ‬وتلامذته‭ ‬من‭ ‬الصحافيين‭ ‬في‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬وخارجها‭ ‬يتذكرون‭ ‬أفضاله‭ ‬ونصائحه‭ ‬لهم،‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬مواهبهم‭ ‬وتنمية‭ ‬قدراتهم‭ ‬الصحافية‭ ‬وإكسابهم‭ ‬الأصول‭ ‬المهنية‭ ‬والتغطيات‭ ‬الصحافية‭ ‬الموضوعية،‭ ‬لذلك‭ ‬ستظل‭ ‬مشاعر‭ ‬الوفاء‭ ‬والحب‭ ‬والامتنان‭ ‬كبيرة‭ ‬للراحل‭ ‬لطفي؛‭ ‬لأن‭ ‬الجميع‭ ‬مازال‭ ‬يذكره،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المهني،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ذكريات‭ ‬جميلة‭ ‬ومشاعر‭ ‬طيبة‭ ‬هي‭ ‬مشاعر‭ ‬التلميذ‭ ‬تجاه‭ ‬أستاذه‭ ‬ومعلمه،‭ ‬وسيظل‭ ‬عطاء‭ ‬الراحل‭ ‬وإخلاصه‭ ‬وتفانيه‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬نبراسا‭ ‬لكل‭ ‬الأجيال‭ ‬الصاعدة،‭ ‬وقدوة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الصحافي‭.. ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬الراحل‭ ‬لطفي‭ ‬نصر‭ ‬الذي‭ ‬سيظل‭ ‬الجميع‭ ‬يذكره‭ ‬بكل‭ ‬خير‭ ‬وتقدير‭ ‬واحترام”‭.‬