قال تعالى “إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين”، وتُعتبر هذه الآية المعيار الأساسي في القيادة، فهي تُحدّد صفتي القوّة والأمانة، ففيهما كلّ معاني القيادة، وفي البداية أود أن أقف إجلالًا واحترامًا لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع بمناسبة تسجيلهما في برنامج التبرع بالأعضاء التابع للمركز السعودي للتبرع بالأعضاء، امتثالًا لقول الله تعالى “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”.

فقد نشرت الصحف ووكالات الأنباء هذا الخبر الذي أعتبره من أنبل المبادرات الإنسانية، حيث يعكس ذلك عنايتهما البالغة بمرضى الفشل العضوي النهائي، وتأتي هذه المبادرة غير المستغربة من هذه القيادة الملهمة تشجيعًا منها للمواطنين والمقيمين للتسجيل في ذات البرنامج، لما له من أهمية بالغة في منح الأمل للمرضى الذين تتوقف حياتهم على زراعة عضو جديد.

إن هذه البادرة غير المسبوقة تعتبر مصدر إلهام وقدوة حسنة من القيادة الرشيدة، وهذا بالطبع من صفات القائد المحنك والحكيم الذي أعتبره نبراسا لنا جميعًا، كما أنها تشكل لفتة أبوية حانية تجاه مرضى الفشل العضوي، وتعزز واحدة من أهم صور التكافل في المجتمع السعودي الشقيق، وأجمل ما في الخبر أنه لم تمض سوى ساعات قليلة على تسجيلهما في البرنامج أعلاه حتى شهد الموقع الإلكتروني للتبرع إقبالًا منقطع النظير وضغطًا كثيفًا.

وكان بودي أن أذكر معلومات إضافية كثيرة عن هذا المركز المتميز لولا محدودية المساحة المخصصة لي، لكنني أود أن أركز وأشدد على مقدمة المقال وهي قوة وتأثير القادة الملهمين على رسم خارطة الطريق لإنجاح أي مشروع أو برنامج لخدمة الوطن والمواطن والمقيم. أدعو رب العرش العظيم أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأن ينعم عليهما والشعب السعودي الشقيق بنعمة الأمن والأمان... اللهم آمين.