العدد 4600
الأربعاء 19 مايو 2021
banner
حتى لا ننسى
الأربعاء 19 مايو 2021

لبريطانيا الدور الأول في تقسيم الوطن العربي واختيار فلسطين لفصل شرق الوطن العربي عن غربه، وتوافق مع تطلع الصهاينة لإقامة وطن قومي لهم فيها، وذلك لتمتع فلسطين بموقع استراتيجي وسط الوطن العربي، وهو الموقع الذي تصارعت عليه القوتان الأميركية والسوفيتية من أجل السيطرة على دول العالم نفوذًا ووجودًا، ومن أجل هذه المصالح ولحل المشكلة اليهودية في أوروبا قدمت القوتان الدعم المطلق لاحتلال فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني، وقد صاغ المؤتمر الصهيوني الأول في 1897م الصيغة النهائية لدستور العمل للحركة الصهيونية.


لقد قطعت بريطانيا وعدين، فصدقت في الأول وكذبت في الآخر، أما الأول فهو وعدها بتمكين الصهاينة من فلسطين بعد انتهاء الانتداب البريطاني عليها، والثاني تحقيق الدولة العربية الكبرى الشاملة لفلسطين، وأصدرت وعد بلفور في 1917م بإقامة “وطن قومي لليهود في فلسطين”، وهو البداية لاغتصاب فلسطين، وتم ذلك من خلال إعلان موجه إلى الحركة الصهيونية والذي أقره الحُلفاء في مؤتمر “سان ريمون” في 25 أبريل 1920م.

وتم وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني وأقره مجلس عصبة الأمم في 24 يوليو 1922م ونُفذ في 29 سبتمبر 1923م، وبذا أصبح الانتداب صكًا ارتكز عليه الصهاينة لاحتلال فلسطين، وبذلك تتحمل بريطانيا المسؤولية الأولى في اغتصاب فلسطين.


لقد التقى مضمون الصك مع أهداف وعد بلفور بتمكين الصهاينة من اغتصاب فلسطين، كعمل أملته القوة من أجل تحقيق مصلحة الأقوى، فعصبة الأمم هي أداة لتحقيق إرادة مؤسسيها، فأصبح الوعد والصك بجانب حجج الصهاينة التاريخية “الواهية” لتبرير تطلعاتها الاستعمارية في فلسطين، خصوصا أن الوعد والصك صدرا عن غير صاحب الحق الشرعي على فلسطين وهو الشعب الفلسطيني وهو ما يتناقض مع مبادئ العصبة والوعد البريطاني بتحقيق مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير.


لم تكن للدول العربية في تلك الفترة القوة الكافية لمواجهة مخططات بريطانيا، ولا الوقوف ضد اتفاقية سايكس بيكو ولا مقاومة وعد بلفور ورفض صك الانتداب؛ ما هيأ للصهاينة وحلفائهم اغتصاب فلسطين، وخاضت الأقطار العربية حروبًا دامية مع الكيان الصهيوني وأثمرت اقتطاع أجزاء من فلسطين وسوريا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية