العدد 4603
السبت 22 مايو 2021
banner
مواقف الدول لا تقاس بحجمها.. البحرين مثالًا
السبت 22 مايو 2021

لو عدنا إلى تصريحات ومقولات سامية لعاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في شأن مواقف البحرين الجوهرية والمحورية الثابتة تجاه دعم القضايا العادلة، عربيًّا وإنسانيًّا، يمكن أن نلخص بعمق أن مواقف الدول لا تقاس بحجمها الجغرافي، فمملكة البحرين الصغيرة مساحةً، لها حضورها الكبير استنادًا على مواقفها الداعمة لكل ما من شأنه دعم التعاون والتضامن العربي، والحرص على الاستقرار والسلم الدوليين، والحفاظ على العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل بين الدول.

وهذا أمر لا جدال فيه، ولننظر إلى محطات ومراحل تاريخية ومنعطفات مهمة على صعيد المجتمع الدولي تجلت فيها مواقف البحرين الداعمة للعلاقات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، بل والعمل الحثيث لتوسيع التعاون والعلاقات، والدفاع بموقف واضح عن قضايا ومصالح الأمة العربية والإسلامية، ولا يمكن أن نغفل سجل البحرين ومساعيها في الوصول إلى حل عادل وشامل يضمن نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة ويحقق السلام الدائم في المنطقة.

لكن هناك حالة خاصة للغاية، ألا وهي أن البحرين تؤمن بأن الاستقرار والتضامن الخليجي يعتمد على الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة، وأن البحرين بالتأكيد “مع المملكة في السراء والضراء” بما يحقق الاستقرار والازدهار في المنطقة، إذن، تلك المقدمة اليسيرة تنقلنا بوضوح إلى موقف البحرين وبيانها الذي استنكر بشدة ما تضمنته التصريحات المسيئة التي أدلى بها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اللبنانية شربل وهبة، خلال مقابلة تلفزيونية، تجاه المملكة العربية السعودية وشعبها ودول مجلس التعاون، ووصفت تلك التصريحات المستهجنة تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية التي تربط شعوب دول مجلس التعاون مع الشعب اللبناني الشقيقة.

ولأن مملكة البحرين وقيادتها الرشيدة وشعبها الوفي مع المملكة العربية السعودية بل ومع كل دول مجلس التعاون والدول العربية والصديقة في السراء الضراء من منطلقاتها وثوابتها التي رسخها المشروع الإصلاحي لجلالة العاهل في مد الجسور المتينة وتعزيز العلاقات مع المجتمع الدولي على أسس تحقيق مصلحة الشعوب والدول ونمو العلاقات، فإن هذا الموقف يجسد من زاوية أخرى، مدى التقدير لمكانة المملكة العربية السعودية والعرفان لدورها ولثقلها على خارطة العالم، فالبحرين تسعى دائمًا لما فيه خير الأوطان والشعور، وحين نستذكر المغفور له بإذن الله تعالى فقيد الوطن الكبير سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله، يمكن أن نأخذ خلاصة الخلاصة من موقفه الثابت عليه الرحمة، تجاه تعزيز التعاون مع مختلف الدول العربية الشقيقة، ضمن رؤية تدعم التضامن والتكامل العربي في مواجهة التحديات الراهنة وتوطيد عرى التعاون والتنسيق مع هذه الدول بما يلبي المصالح المشتركة، إلى جانب مساندة القضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية