العدد 4603
السبت 22 مايو 2021
banner
جيل السبعينات والثمانينات
السبت 22 مايو 2021

أحترم كل الأجيال، لكن لم يخطر في بال أحد أن جيل السبعينات والثمانينات سيدخل في يوم بصراع بعد أن نشأ على روح قومية عربية بعيدة عن الأحزاب والتحزب، بل القومية الفطرية والحب العربي العذري البعيد عن السياسة عاش في ظل نهضة ثقافية وأدبية واجتماعية واقتصادية في الوطن العربي، في عهدهم نشأت اتفاقيات ثنائية عربية ومنها خليجية وهذه الملامح لم تعجب الغرب، وبدأ المخطط الغربي في تفريق الأمة العربية وتقسيمها، وفي بداية الثورة في إيران نشبت الحرب العراقية الإيرانية التي أعادت وحدة العرب حيث اتجهت المشاعر العربية نحو البلد العربي الذي يحارب الفرس، وأصبحت حرب العراق وإيران الحرب القومية التي أعادت إلى الأذهان صراع الفرس مع العرب حتى قبل الإسلام، وانتهت الحرب بفرحة الانتصار العربي على الفرس.

لكن كانت الفرحة بمثابة رصاصة توجهت إلى شقيق عربي وهو الكويت، فكان غزو العراق للكويت البذرة الأولى لصناعة الفرقة العربية المنتظرة بعد عقود من الاتحاد القومي العربي، وبالطبع أول المتأثرين هم جيل السبعينات والثمانينات الذين ضحوا من أجل بناء عقود الحب التي رسمتها تلك الأجيال، والذين يجب أن تكون لهم رمزية في عهدهم لأنهم صنعوا الحب والانتصار، كان هذا الجيل من عاصر النهضة الشعرية والأدبية وعاصر النغمة الجميلة لفيروز ومن كان في ذلك الجيل لا يسمع لفيروز صباحا نقول له اذهب لتعيد صياغة نفسك من جديد، وصباح وسعدون جابر والياس خضر ومحمد عبده وعبدالحليم وشادية ونظرات زبيدة ثروت وشجاعة أبوعنتر، وكان لهذا الجيل رموز في وحدة الفن والفكر والمشاعر، لكن خطة لويس بارنرد وبرينجسكي لتقسيم المنطقة أطاحت بكل مشاريع الحب والغزل العربي والأداة التي هدمت كل شيء بنيناه، ووصلنا اليوم إلى أننا منقسمون على أهلية الأرض العربية في فلسطين ووصلنا إلى انتقاد الفنان والكاتب والأديب والمثقف والطبيب والمهندس العربي حسب جنسيته ودولته، وننظر لموقف بلاده من أية قضية أو خصومة، ووصل بنا الحال إلى ألا نثق بأية كلمة عربية أو مشاعر عربية، ولا حتى طهارة الروح، حيث أصبح لدينا “سايكس بيكو” جديد مخصص للثقة والمشاعر والأحاسيس التي ينظر لها على أنها ليست مجرد مؤامرة بل كره بين معظم الشعوب العربية للأسف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية