ساهم في تأسيس “مؤسسة النقد”
آلان مور .. مهندس طفرة “بنوك الأفشور” بالبحرين
شهدت سبعينات القرن الماضي طفرة غير مسبوقة في قطاع البنوك بالبحرين، حيث تدفقت عشرات البنوك العالمية لتتخذ من البحرين مقرا لأعمالها بفضل بيئة “الأفشور” التي ميزت الجزيرة بين دول المنطقة وجعلت منها مركزا ماليا ومصرفيا، وقد ساهم الخبير الاقتصادي والمصرفي البريطاني آلان مور والذي توفي في أبريل 2021 في هندسة هذا القطاع واستقطاب البنوك العالمية.
بدأ مور رحلته في البحرين في نهاية الستينات من القرن الماضي؛ للمساعدة في تمويل إنشاء مصنع ألمنيوم البحرين (ألبا) بحسب ما أوردت صحيفة “ذا ميرور” وذلك ممثلا للبنك البريطاني الذي يعمل فيه حينها، قبل أن يرشحه وزير المالية والاقتصاد الوطني آنذاك محمد العلوي لإدارة مؤسسة نقد البحرين، حيث ساهم مور في تأسيسها خلال سبعينات القرن الماضي.
فقد تم تعيين مور مديرا عاما لمؤسسة نقد البحرين ثم مستشارا لمجلس إدارة المؤسسة لاحقا.
ولد مور البريطاني الجنسية في 5 يونيو 1936، حيث عمل في قطاع البنوك بعد أن أكمل دراسته في مدرسة بريكهامستد البريطانية وانضم إلى بنك آند جيلنز (ميلز آند كومباني)، وهو في عمر 17 سنة.
غادر مور البحرين في 1979 بحسب ما نشر في جريدة “The Gulf Mirror” وذلك للعمل كمدير لبنك لويدز الدولي في لندن.
وفي موضوع نشر في صحيفة “نيويورك تايمز” في السبعينات، وثقت الصحيفة الأميركية لطفرة كبيرة في قطاع البنوك في البحرين، حيث أشارت إلى نمو الأصول المصرفية بمعدل هائل، فقد ارتفع إجمالي أصول جميع البنوك الخارجية في البحرين من 6 مليارات دولار في 1976 إلى 15.9 مليار دولار في 1977 إلى 23.4 مليار دولار في 1978. وفي ذلك العام ، نقلت الصحيفة عن مور ، أن إجمالي الأصول سيصل الإجمالي إلى 28.2 مليار دولار.
يقول رئيس جمعية البحرين للمصارف عدنان يوسف، والذي واكب بدايات عمل مؤسسة نقد البحرين، وتحدث بصورة شخصية إلى آلان مور “إنه كان دمث الأخلاق وكان يسدي النصائح للبحرينيين”.
وأشار يوسف إلى أنه “عند انطلاق العمل المصرفي في البحرين لم تكن هناك خبرات كافية في القطاع، وكان آلان مور يتمتع بشبكة علاقات واتصالات واسعة مع البنوك العالمية بحكم عمله في القطاع، حيث ساعد في تسويق البحرين من خلال اتصالاته لتكون مقرا لعدد كبير من بنوك الأفشور”.
وأوضح يوسف أن وجود مور كان أحد العوامل التي حفزت قطاع البنوك وليس كلها، حيث كانت في البداية هناك رؤية ثاقبة للقيادة في ظل حضرة صاحب السمو المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وسمو رئيس الوزراء الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الأمير خليفة بن سلمان، كما تمتعت البحرين ببنية اتصالات قوية، إلى جانب وجود خطوط طيران.
وأوضح يوسف إلى أن مهمة مور كانت في فترة زمنية قصيرة، حيث كانت الخطة من البداية أن تتولى قيادة بحرينية دفة مؤسسة نقد البحرين وبالفعل تولى عبدالله سيف منصب أول محافظ لمؤسسة نقد البحرين (مصرف البحرين المركزي حاليا)، حيث كان يعمل ضمن فريق مور لتأسيس المؤسسة، كما كان من بين القيادات التي تم تأهيلها في تلك الفترة عبدالرحمن الوزان.