العدد 4605
الإثنين 24 مايو 2021
banner
“خيانةٌ” بلا شروط!
الإثنين 24 مايو 2021

هذا “الميثاق الغليظ” الذي يتبوأ مكانة مهمة في مسيرة العلاقات الاجتماعية لجميع التجمعات الإنسانية على حد سواء؛ عُدّ واحداً من أسمى العقود التي تُبرم بين شركاء تلك العلاقات – من الرجل والمرأة بوطءٍ أو دون وطءٍ، هذا الميثاق الغليظ المُسمّى الزواج الذي يُعطي وِفق شرعة السماء وشروطها حقّاً شرعياً لكلٍّ من الرجل باعتباره “زوجاً” والمرأة باعتبارها “زوجة” حقّ الاستمتاع المباح بالآخر على الوجه المشرّع الذي صيّرته تلك السنن الغرّاء باشتراط الإيجاب والقبول والإشهار؛ أضحى السبيل اليتيم الذي فرضه الكبير المتعال من أجل التوالد والتكاثر والاستمرار السليم في ظل تباين الدهور والأزمان واختلاف النّحل والمذاهب وتنوّع النعوت والمسميات واستيفاء الشروط والأركان في الصداق والولاية حسب مقاصده المتفاوتة ومعاييره النسبية، ووفق ضوابطه وأصوله الدينية وأُطره وحدوده القانونية.

بطبيعة الحال، تنتفي “قدسّية” هذا الاتحاد الزوجي المتكامل إذا ما تعرّض لهتك المُهلكات ونوبات الملل وقلاقل التفاهم وهزّات الإشكالات النفسية وغياب الوداد وفقدان الولع وقصور الاهتمام المتبادل ومزعزعات التواصل العاطفي ومتطلبات العلاقة الثابتة، إلى جانب منعطفات الإشكال الصحي والبدني وآلامه المزمنة ومُعيقاته العقلية واضطراباته المؤثرة، بل إنّ قداسة هذه المؤسسة الزوجية تتقهقر سريعاً إذا ما تلطخت بذنب “الخيانة” التي تُحولّها جحيماً لا يُطاق بعد أنْ كانت نعيماً مرغوباً لأمور عالقة، أُهمِلت فيها أدوار العواطف التي تنتقص العطاء المحمود ورسخّتْ فيها براثن العار التي تُعمّق التفكك المذموم وترفع من منسوب الألم والدمار وتأنيب الضمير وتعميق التصارع وتقويض أسس هذه المؤسسة المقدسّة. من جانب آخر، تتوالى الأمثلة الحية لعشرات الحالات من الأمّهات اللائي يعتصر قلبهن ألماً بعد أنْ أثمرت عشرتهنّ الزوجية، بنين وبنات تشاركوا فيها مرارة الألم وجحيم الحياة لشريك أجاد فنون الإخلال بالمسؤولية وإشاعة الخيانة وتشويه السمعة التي زادت منسوبها كثرة السهر حتى ساعات الفجر الأولى في المقاهي والفنادق دون أدنى احترام للمبادئ السّمحة أو مراعاةٍ للأصول المتعارفة!

نافلة:

بين الفينة والأخرى، تتعرض المؤسسة الزوجية التي تحمل هالة من القداسة إلى “رشقات” من رصاص مسموم، بعد أنْ تلعب “موبقات” الخيانة أدوارها في عفافها - من الرجل والمرأة على حدّ سواء – في ظل “بعثَرة” العلاقات العابرة و”مُجافاة” الاعتبارات الاجتماعية التي تنبذ الاستثمار في السعادة الزوجية والإشباع الحلال حين يعيش الرجل بطلاً من خلال تداخل علاقاته المتعددة، أو حين تعيش المرأة أدوار الانتقام والتنازل عن الامتياز الاجتماعي، إلى حيث تنتهي بأبغض الحلال حين تكون الزوجة علتها، أو قد تستمر بالمشاكل حين يكون الزوج سببها بعد أنْ تؤثر فيها بعض النساء الصبر على قساوة المجتمع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .