العدد 4605
الإثنين 24 مايو 2021
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
هو يلوم وأنا أدافع فكيف تكون الإنتاجية؟!
الإثنين 24 مايو 2021

انتهت صلاحية الابتسامة لدى يوسف وهو يدخل المصعد الذي سيأخذه إلى مكتبه. التخلص من الابتسامة أصبح أمرًا تلقائيًّا يفرض نفسه على العاملين في بيئة عمل تسيطر عليها ثقافة اللوم. هذه الثقافة التي أوجدتها ورسختها سلوكيات المسؤول في هذه الإدارة بدراية وقصد منه أو خلاف ذلك لكن الحقيقة التي يدركها الجميع هي أن ثقافة اللوم أصبحت جزءًا أصيلًا من شخصية هذا المسؤول.

تسلم يوسف أول شحنة من اللوم من مسؤوله: التقرير الذي أرسلته لي تنقصه معلومات كثيرة ومهمة، أنت شاطر في التعبير والكلام لكن أين الفعل؟! أريدك أن تقارن أداءك بإنجازات الآخرين! هل تتوقع أن يأتي الآخرون إلى مكتبك؟ لماذا لا تخرج إليهم؟ عندما تقدم تقريرًا حاول أن تقرأه أنت أكثر من مرة! أتوقع منك العمل الجاد وأريدك أن تعرف بأن هناك من هو أكفأ منك وينتظر فرصة العمل!

ما وقع وتأثير مثل هذه الشحنات من اللوم على إنتاجية الموظف؟ بالتأكيد هي ليست سلوكيات إيجابية محفزة. الذي يحدث في مثل بيئات العمل هذه هو أن الموظف يركز جزءًا كبيرًا من وقته وجهده على إعداد نفسه والتهيئة للدفاع عندما تأتي شحنات اللوم من مسؤوله وهي متوقعة في أي وقت. يظل هذا الموظف في دوامة وعدم استقرار نفسي وعدم القدرة على التركيز على متطلبات عمله فهو منشغل وواقع تحت سيطرة تلك المواجهة مع المسؤول وإعداد قائمة الدفاع للاستعداد لها.

يقول د. اندرو نيويورك، دكتوراه في علم النفس: “إن الكلمات الإيجابية تعزز الأداء الإدراكي في الدماغ، تحفزه وتجعله أكثر فاعلية وانطلاقًا”. ما رأيك سيدي القارئ في هذه المقولة على ضوء ثقافة اللوم التي ينتهجها صاحبنا المسؤول ذاك؟ ألا ترى سيدي القارئ وعلى مسار خبرتك المهنية أن ثقافة اللوم قد تخلق ثقافة الدفاع عند الموظف وهذا توجه غير مهني؟!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .