+A
A-

الصين وماسك يبسطان قبضتيهما على أسواق العملات المشفرة لتلك الأسباب

في خضم موجة التقلبات الأخيرة التي شهدتها الأصول المشفرة والتي شهدت عملات بيع قياسية، جاءت الصين جنبا إلى جنب مع تغريدات قطب الأعمال الأميركي إيلون ماسك كأحد أبرز الأسباب الرئيسية التي أثرت على توجه الأسواق في الآونة الأخيرة.

وظهرت الصين بقوة في مشهد أسواق العملات المشفرة في وقت سابق من الشهر الجاري بعد قرار من الحكومة الصينية بشأن وضع قيود على تداول العملات المشفرة وتعدينها بعد سنوات طويلة كانت بكين تعمل من خلالها على خفض حدة المخاطر المرتبطة بالأصول المشفرة ووضع الأطر القانونية لها.

ولو يكن الظهور الأخير لبكين في مشهد العملات المشفرة هو الأول من نوعه، إذ يشير تقرير لوكالة بلومبرغ إلى أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إذ شهد العام 2018 عمليات بيع عنيفة على البيتكوين وما صاحبه من تراجع كافة الأصول المشفرة في حينه حتى بدأت تلك الأصول تتعافى تدريجيا وتصل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.

وفيما بدا أنه مشهد تتحكم فيه الصين وايلون ماسك بدفة أسعار العملات المشفرة، حيث تتسبب تغريدات ماسك في ارتفاع الأسعار أو هبوطها، فقد البيتكوين نحو 10٪ من قيمته السوقية بعد إعلان بكين عن القيود الجديدة التي فرضتها الجهات الرقابية في وقت سابق من مايو.

والخسائر التي منى بها البيتكوين في أعقاب القرارات الصينية هي نفس نسبة الخسائر التي تكبدها بعد تغريدة لإيلون ماسك انتقد فيها الاستهلاك الكثيف للطاقة لعمليات تعدين البيتكوين.

 

الصين في مشهد العملات المشفرة

وتبسط الصين سيطرتها على سوق تعدين العملات المشفرة، إذ أن بكين تعد أكبر مصدر للطاقة لتعدين العملات المشفرة بالعالم بالإضافة إلى آلية أخرى تعزز من سيطرة بكين على المشهد إذ أن الشركات الصينية مثل Bitmain و MicroBT تنتجان الغالبية العظمى من المعدات والأجهزة اللازمة لعملية التعدين.

وبحلول أبريل من العام الماضي ساهمت الصين بنحو 65٪ من إجمالي الطاقة المخصصة لعمليات تعدين البيتكوين في العالم مقابل 7٪ فقط لأكبر منافسيها، بحسب بيانات جامعة كامبريدج البريطانية.

وتفرض الصين قيود على تداول العملات المشفرة منذ العام 2017، كما لا يسمح للشركات العاملة في مجال التعدين أو تجارة الأصول المشفرة بطرح أسهمها في أسواق المال وهو الأمر الذي عزته بكين في حينه إلى المخاطر المرتبطة بتلك الأصول.

ومنعت الحكومة الصينية أيضا المؤسسات المالية من الانخراط في أي عمليات تجارية يتم تنفيذها باستخدام تلك الأصول، فيما يفسر البعض الحملة الحالية على تعدين العملات المشفرة برغبة بكين في خفض الانبعاثات الكربونية ولعب دورا فعالا في ملف التغير المناخي وهو الأمر الذي تروج له بكين على نطاق واسع في الآونة الأخيرة.

 

هل لجاك علاقة بالأمر؟

وتتزامن الحملة الأخيرة التي تشنها بكين على العملات المشفرة مع الضغوط التي يتعرض لها قطب الأعمال الصيني جاك ما مؤسس على بابا وهي الحملة التي تفسرها السلطات الصينية في إطار رغبتها لتنظيف القطاع المالي وتقليل حدة المخاطر بها.

وفي نوفمبر الماضي وعلى نحو مفاجئ قامت السلطات بتعليق طرح "أنت غروب" في مفاجأة غير متوقعة بعد أن كانت الأسواق تتأهب لاستقبال أكبر طرح عام أولي في التاريخ بنحو 37 مليار دولار، وهي الخطوة التي جاءت بعد 10 أيام فقط من انتقاد جاك ما للسلطات المالية في الصين في منتدى بمدينة شنغهاي في 24 أكتوبر تشرين الأول الماضي.

وتسبب إلغاء الطرح في موجة بيع في أسهم العملاق الصيني علي بابا ما أدى في نهاية المطاف إلى تجريد جاك ما لقب أغنى شخص في الصين بعد أن هبطت ثروته بنحو 10٪ إلى 45.5 مليار دولار بحسب بيانات بلومبرغ التي تتعقب ثروات الأثرياء حول العالم.

ويفسر البعض أيضا الاتجاه العدائي الذي تتخذه بكين ضد العملات المشفرة إلى أنها أحد الأدوات التي تسمح بسهولة بخروج رؤوس الأموال من الصين وهو أمر لا تحبذه بكين ولطالما فرضت عليه القيود باستمرار.