العدد 4612
الإثنين 31 مايو 2021
banner
خامنئي الخاسر الرئيسي في سيرك الانتخابات (1)
الإثنين 31 مايو 2021

كتبت صحيفة “آرمان”، في 26 مايو 2021 متساءلة: ما هي مهمة رئيسي الآن في ساحة بدون منافس في الانتخابات الرئاسية لعام 2021؟ ومن هو الفائز في هذه اللعبة حقًا؟ “الولي الفقيه أم الشعب أم مَن رُفضت أهليتهم؟”.


سؤال من شقين... فعلى الرغم من أن هذه الصحيفة الحكومية التابعة لزمرة الإصلاحيين لها مصالح معينة في إثارة هذا السؤال ولا تعمم سؤالها ولا تركز على القضية الرئيسية، بيد أنه بالتأمل في السؤال يمكننا أن ندرك بسهولة من هو الفائز ومن هو الخاسر من وراء سياسة الإقصاء والانكماش. إذا أردنا الإجابة على هذا السؤال في كلمة واحدة، فلابد من القول إن الفائز الرئيسي هو الشعب والمقاومة الإيرانية، والخاسر الأول والأخير فيها هو خامنئي.
بادر خامنئي مرتكزًا على ضغط مجلس صيانة الدستور الرجعي باتخاذ إجراء يضرب به رقمًا قياسيًا جديدًا في القمع بتاريخ هذا النظام الفاشي الحافل بالنكبات، إذ تخلى عن كل الأوهام المتطرفة التي خيَّمت على عقله أيام قوته، وعلى حد قول المنتمين للولي الفقيه، فإنه أعلن مقدمًا نتيجة الانتخابات، حتى أنه تخلى عمَّا كان يسمى بـ “جمهورية الولي الفقيه” في الثقافة الحكومية، ومارس إرادته وهيمنته.


بمعنى أنه أولا وقبل كل شيء قال للمواطنين ولمن يعيلهم، إن ما كان موجودًا في الحكومة باسم الانتخابات حتى الآن ليس أكثر من وهم ولا أساس له من الصحة، لأن هناك ديكتاتورا يُدعى الولي الفقيه؛ يظهر في اللحظة الحاسمة ويعمل خارج نطاق قانونه بعصا الرقابة المبررة بحثًا عن المصلحة.


ويسن القانون وينتهكه وفقًا لما يخدم أطماعه السلطوية، وليس مسؤولا أمام أي شخص سوى نفسه وميوله، لكن تعريف الولي الفقيه ووظيفته كان مختلفًا عن ذلك منذ اليوم الأول، وإلا لما سميت بـ “السلطة المطلقة للولي الفقيه”، وفي النهاية نجد أن الديكتاتورية المطلقة والجموح في ممارسة السلطة قد تم تغليفهما بورق فضي من النفاق وطرحت في المجتمع حتى الآن باسم الانتخابات، فعندما يكون الشخص في نظامٍ ما فوق القانون ويتخذ القرارات خارج نطاق القانون، فلن تكون نتيجة تمتعه بصلاحيات لا حصر لها سوى هذه النتيجة.


لماذا نقول إن خامنئي هو الخاسر الرئيسي؟ للأسباب التالية: أولا: تخلي خامنئي عن العبثية السابقة المتعلقة بالانتخابات وعن ادعائه بأنه لا يتدخل في الانتخابات، وكشف النقاب عن الصورة المفضوحة للاستبداد الديني وعرضها للملاحقة القضائية، ثانيا: الحقيقة هي أن خامنئي أطلق النار على نفسه بهذا الإجراء، فموقفه الآن لا يمكن مقارنته حتى باليوم السابق لإعلان أسماء المرشحين للرئاسة. “مجاهدين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .