مررنا في البحرين بتجارب صحية مريرة وقاسية ومؤلمة، ورغم خطورتها وقوة فتكها إلا أننا استطعنا بتلاحمنا وتعاوننا التغلب عليها والتعافي منها والسجلات الصحية الرسمية تثبت ذلك.

حاضرا جميع الاحترازات الوقائية التي نقوم بها كمجتمع حتما ستؤتي ثمارها، خصوصا عندما جاءت طمأنة جلالة الملك عاهل البلاد المفدى في هذا الظرف الاستثنائي الحساس، وتسخير جميع إمكانيات الدولة لفريق البحرين بقيادة سمو ولي العهد رئيس الوزراء الموقر، فهي بكل درجات اليقين عززت فينا الثقة وجددت الأمل وشحذ الهمم والتمسك بروح العزيمة والإصرار والتفاؤل ومواصلة القتال والتحلي بالمسؤولية المجتمعية نحو تجاوز الأزمة الصحية، وهي أكبر دافع لنا كمواطنين بأننا سنتخطى كل الصعاب والتحديات وصولا إلى بر الأمان.

إذا المطلوب منا كأفراد في هذه المرحلة الدقيقة أن نستقي المعلومات والتوجيهات من مصدرها الرسمي ونبتعد عن بث أو تداول الإشاعات والتهويل المرفوض والأخبار الزائفة وتحريف الحقائق، وعدم تداول الفيديوهات والتسجيلات الصوتية عبر منصات التواصل الاجتماعي أو الحديث المباشر بين الناس، والتي بدورها تهدد الأمن الصحي وتضر بالإجراءات الصحية الناجحة التي تقوم بها الدولة والحكومة معا على مدار الساعة في مواجهة الجائحة وتطوراتها المستجدة. كل تلك الرسائل السوداوية التي تتداول تثير الشارع وتزرع الخوف والرعب والهلع والتوتر، وربما أكبر وأكثر من ذلك، خصوصا عند طبقة البسطاء من كبار المواطنين الذين يصدقون كل ما يصل إليهم، ونقول لكل شخص من هؤلاء “عندك كلمة زينة قولها، ما عندك حط السانك في لهاتك واسكت”، وندعوك إلى الالتحاق بالحملات التطوعية الخيرية التي تقوم بها بعض مؤسسات المجتمع المدني أو الأخرى المبادرات الشخصية بمساعدة المحتاجين من هذا الظرف الصحي.

ليس أمامنا الآن إلا التمسك بدرجات مرتفعة من التفاؤل والأمل، وأن نعيش مع المتفائلين ونبتعد قدر الإمكان عن المتشائمين وأفكارهم الهدامة، وأعلم أن الأزمة إذا اشتدت ستفرج بإذن الله تعالى. وعساكم عالقوة.