يطيب لي أن أرحب بجميع العاملين وعائلاتهم في هذا الحفل السنوي وأن أهنئهم على الإنجازات المميزة التي حققتها مؤسستنا وتجاوزت من خلالها مرحلة الخسائر.

وتابع المدير العام كلمته قائلاً: لقد تحققت هذه الإنجازات بفضل العمل الجاد والمتابعة الحثيثة لمجلس الإدارة وتوجيهاته الفاعلة ولا يمكنني طبعا أن أنسى دور كوادرنا البشرية في هذه الإنجازات وإنفاذهم الدقيق لتلك التوجيهات.

تابع المدير قائلاً: لقد ساهمت توجيهات المجلس ودعمه في توظيف أحدث الأنظمة العالمية، ما سيكون له الأثر الفاعل في مراجعة حجم القوى العاملة وتصحيح الوضع الحالي. كما أننا وبناء على تلك التوجيهات سنقوم بالتطبيق الحازم للائحة الجزاءات وسياسة الثواب والعقاب. سيساهم هذا في رفع المعنويات وخلق مناخ مشجع للإبداع والعمل الجاد. وختم المدير كلمته قائلاً: أمامنا تحديات جسام نأمل وبتوجيهات من المجلس وجهود الجميع تجاوزها بنجاح دون اللجوء إلى قرارات صعبة ربما غير سارة.

في مقابلة مع Harvard Business Review يؤكد فريدريك كرافورد وهو رجل إدارة متمرس بدأ حياته المهنية عاملاً مع شركة توماس راما وولدريج العالمية وانتهى به المطاف في منصب القائد والمسؤول الأول للشركة قبل تقاعده، يؤكد كرافورد في تلك المقابلة أن العاملين في أي مؤسسة لديهم 3 اهتمامات: الاستقرار الوظيفي والشعور بأنهم مهمون للمؤسسة وبأن العمليات لا تتم إلا بواسطتهم.

هذه العناصر أو الاهتمامات لم ينقلها كرافورد من الكتب أو النظريات وإنما عاشها وتعايش معها بحكم تدرجه المهني من عامل حتى وصوله رأس الهرم التنظيمي. إذن هو أعطانا نتاج خبرته وتجاربه الفعلية والتي قد تفتقدها بعض الدراسات الاستشارية.

 هل يمكنني سيدي القارئ أن أطلب منك قراءة الموقف الذي بدأنا به مقالتنا هذه على ضوء ما ذكره كرافورد في تلك المقابلة؟ أنا على يقين بأنك وبخبرتك المهنية تستطيع وربما استطعت أن تتعرف على الفرق بين من يمارس ويمتهن الإدارة وبين من يجيد التحدث فقط عن ذلك! ما رأيك سيدي القارئ في خطاب المدير؟ أعتقد أنه حوّل ذاك الحفل إلى...