لا تخفى على أحد الأهمية المتعاظمة لمواءمة المناهج الدراسية كل ما هو جديد من متطلبات العصر، وسيرها بشكل متواز مع المنظور الخاص بالجودة في المخرجات سواء في الجوانب النظرية أو العملية، وامتلاك مهارات القرن الحادي والعشرين، لما لذلك من تأثير عظيم في تخريج أجيال تمتلك الإبداع والروح القيادية التي تبني مستقبل هذا الوطن.

وأتذكر أنه في يناير الماضي وبعد أن نشرت “الديلي تربيون” خبرا مفاده استمرار سبع مدارس بالمملكة في التدرب على الروبوتات عن بعد حتى في فترة جائحة كورونا، واستعداد وجاهزية المعلمين وطلبة المرحلة الثانوية للمشاركة في المسابقات والأولمبياد العالمية الخاصة بالروبوتات، أطلقت دعوة من خلال عمودي المتواضع في نفس التوقيت للتوسع في حقل الذكاء الاصطناعي بطرح المناهج الخاصة بالروبوتات وبناء أكاديميات صناعة الروبوتات كتجربة لاقت نجاحا هائلا في الشقيقة المملكة العربية السعودية، وقد سرني كثيرا الخبر الذي نشر قبل أيام عن قيام وزارة التربية والتعليم بتطوير وطرح واستحداث العديد من الكتب استعدادا للعام الدراسي القادم والتي من بينها “كتب مهارات الروبوت وراسبيري باي والإلكترونيات الرقمية للمرحلة الثانوية، وكتاب مدخل إلى عالم الروبوت والإنسان الآلي والبرمجة الإبداعية والإلكترونيات الرقمية للمرحلة الإعدادية”، وغيرها من الكتب التي تم تطويرها بمتابعة مباشرة من سعادة وزير التربية والتعليم وقطاع المناهج، والذي أعتبره شخصيا تتويجا لعام دراسي ناجح مع ظروف استثنائية في ظل جائحة كورونا بكل انعكاساتها وتأثيراتها.

نقطة أخيرة
ونحن على أعتاب إصدار الشهادات الدراسية نتمنى لأبنائنا الطلبة التفوق المستمر، وفي هذا المقام لابد من كلمة شكر للكوادر العاملة في الوزارة والهيئات الإدارية والتعليمية بمدارس المملكة الذين بذلوا جهودا عظيمة وساهموا في استدامة التعليم في ظل الجائحة ومخاطرها بالكثير من المبادرات الرائعة التي من بينها تدشين أكثر من 400 كتاب رقمي و1142 وحدة تعلم والعديد من الأنشطة والمراجع والدروس الرقمية التي بينتها إحصائيات المنصة الوطنية للتعليم (البوابة التعليمية) التي شهدت خلال هذا العام أكثر من 68 مليون زيارة.