العدد 4619
الإثنين 07 يونيو 2021
banner
“أمّ السّجور” المفقودة في الدراز!
الإثنين 07 يونيو 2021

تزدحم تباشير هكذا مشروعات محلية، بمردودات اجتماعية وثقافية وسياحية وترفيهية كبيرة، حيث تتجلى آثارها الاجتماعية والثقافية في تجمعات العوائل والشباب والأطفال من المواطنين والمقيمين والسائحين حولها في إجازة فصل الصيف أو في عطل نهاية الأسبوع أو المناسبات الدينية والوطنية، باعتبارها “حافظة” للتراث الوطني العريق والأصالة التاريخية المترسخة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة التي عُرفت بها أرض البحرين تاريخياً، بكثرة عيونها المائية العذبة في البرّ وينابيعها الحلوة في البحر التي ارتبطت بحقب الازدهار الحضاري المتنامي على تراب هذه البلاد المعطاءة واستقرار سكانها الأوائل وامتدّت بها المعارف والثقافات والمعتقدات القديمة التي يتبركون بها في اغتسال أجسادهم وتطهير أجسامهم بمياهها المقدسة.


عين “أمّ السّجور” كأشهر العيون التاريخية القديمة العذبة في المحافظة الشمالية بمملكة البحرين التي كانت تُغذّي القرى والبساتين عبر سلسلة القنوات المائية الأرضية حتى منطقة رأس الرّمان شرق العاصمة المنامة، وتستمدّ مياهها من الخزّان الجوفي الشرقي الكبير الذي يمتد من صحراء الدّهناء في وسط المملكة العربية السعودية إلى المنطقة الشرقية والبحرين؛ تأتي إحدى المشاريع الحيوية ذات المردودات الاجتماعية والثقافية والسياحية والترفيهية العميقة التي تربط الماضي بالحاضر، إذا ما تمّ الشروع في إعادة تأهيلها بعدما كانت “مفقودة!” لأكثر من ثلاثة عقود مضت حين نالها ما نال غيرها من تدهور أدى إلى جفاف معظمها وتعرّضها للرّدم والتصّحر للأراضي الزراعية المحيطة بها.


نافلة: يتطلّع الأهالي وكلّ أبناء القرى المُحيطة إلى ذلك اليوم الذي تُؤهّل فيه عين “أمّ السّجور” الواقعة بقرية الدراز الساحلية من قبل وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني التي شرعت مؤخراً في تنفيذ العديد المشاريع التي تحافظ على خصوصية التراث التاريخي والاجتماعي والعمراني والبيئي والثقافي والترفيهي لمملكتنا الحبيبة البحرين. وتأتي إعادة إحياء بعض العيون الطبيعية المُختارة المنتشرة في شمال البحرين على وجه أخص؛ كواحدة من أبرز المشاريع الحيوية التي تتبناها الوزارة المعنية؛ اعتماداً على تاريخ تلك العيون وجمالها وموقعها وإمكانية استغلالها كمواقع سياحية وترفيهية معتمدة، حيث يبقى الأمل معقودا عند الجميع على إدارة التطوير والبحوث من أجل إعادة تأهيل هذه العين في شكلها التاريخي الأًصلي كمنطقة جذب سياحي واستجمام يُحافَظُ فيه على الطابع التقليدي للعمارة البحرينية على غرار عين عذاري وأمّ الشّعوم وعين قصاري والحنينية وريّا وغيرها، عوضاً عن تركها مُسوّرةً كمرتعٍ للكلاب الضالة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية