+A
A-

آل مبارك: لتخصيص زاوية في كل بيت بحريني لوضع المقتنيات التراثية

حث صاحب متحف “زاري عتيج” توفيق يحي آل مبارك كل بيت بحريني بتخصيص زاوية في المجلس أو الصالة لوضع المقتنيات التراثية البحرينية، وبدل من أن يقوم الشخص بشراء ساعة آخر موديل، بإمكانه شراء واقتناء ساعات الأجداد فهي الأجمل وفيها “ريحة الطيبين”.

وأوضح في حديثه لـ “البلاد” أن المتاحف المنزلية الخاصة في مملكة البحرين تتميز عن غيرها في دول الجوار، متمنيا تنظيم برامج وفعاليات تدعم هذه أصحاب المتاحف المنزلية وهواة جمع الأنتيك. وفيما يلي نص الحوار.


متى بدأت عندك هذه الهواية؟
سنة 2000، وكانت عبارة عن جمع عملات البحرين القديمة وتطورت إلى “إنتيك” وغيرها من المقتنيات القديمة. في البداية بحثت عما رأته عيني سواء في الصغر والطفولة أو بعدها، ولكنني تعمقت أكثر إلى مقتنيات لم تكن في سني بل في عمر أجدادي.


ما أثمن قطعها تمتلكها؟
اثمن قطعة عندي ولا انوي بيعها إطلاقا هي كتاب” نهج البلاغة”، الذي كان يدرس فيه جدي (رحمه الله)، إذ كان مدرسا للقرآن الكريم، وهذا الكاتب من مكتبته الخاصة ويعتبر كتاب قديم جدا.


كيف ترى الإقبال على شراء القطع التراثية؟ ومن هم أكثر من يشتري؟
الإقبال جيد وهناك فئات مختلفة، فئة تعرف القطعة وثمنها ومدى ندرتها وما المميز فيها، وفئة تجهل ذلك تماما. أما عن الإقبال فهو جيد إلى جيد جدا بالنسبة للفئات العمرية الشبابية، وممتاز للفئة الأكبر سنا، إذ تعرف تاريخ كل قطعة ومدى صعوبة الحصول عليها.


 كم عدد المعارض التي شاركت بها؟
لم أشارك حتى الآن في أي معرض، مع اني قد حصلت على دعوات سابقة ولكن المشكلة كانت في الوقت والتفرغ.


ما القطعة التي تحلم باقتنائها؟
إذا كانت الأمنية حلم، فهي رسالة النبي “ص”إلى حاكم البحرين المنذر بن ساوى للدخول في الإسلام.

كيف ترى واقع هواة جمع الانتيك في البحرين؟ وهل يحصلون على الدعم والتشجيع؟
الميول للانتيك في تتطور مستمر، البعض لديه الميول ولكن قد تكون السيولة المادية هي العائق، وفي تصوري هي من أكبر المشاكل التي تعترض طريق الهواة، وقد لعبت فترة توقيف القروض بسبب جائحة كرونا دورا كبيرا في انتعاش السوق عموما.


أما عن الدعم، فهناك دعم ولكن نطمح بالمزيد خصوصا وأن المتاحف المنزلية الخاصة في مملكة البحرين تتميز عن غيرها في دول الجوار، كما نتمنى تنظيم برامج وفعاليات تدعم هذه الهواية.


ما المتعة في هذه الهواية؟
أكثر متعة بالنسبة لي تكمن في الحصول على قطعة من الماضي تذكرك بأيام الطفولة الجميلة وروعتها وعبقها الذي لا يتكرر أبدا.


بماذا تنصح الشباب أو كل من يريد دخول هذه الهواية الجميلة؟
نصيحتي سألخصها في الكلمات التالية، نحن أرض دلمون وأرض تايلوس وأرض الخلود، نحن أبناء الحضارات ولذلك يجب أن نحافظ على تاريخنا وتراثنا عن طريق المعرفة التاريخية والانطلاقة من قاعدة وأساس صلب. كما أن من المهم معرفة كل قطعة وتاريخها ومعلوماتها، وربما في حوزتنا قطعة ثمينة جدا ولكننا لا نعرف أي شيء عنها.


كلمة أخيرة
أشكر جريدة “البلاد” على هذا اللقاء الذي يدل على قربها والتصاقها بالشارع البحريني، وهي دائما تقف مع أصحاب المتاحف المنزلية وكذلك مع المبدعين على اختلاف مشاربهم، وهذه ليست مجاملة ولكنها الحقيقة. “البلاد” منبر إعلامي ساهم وبشكل كبير في نشر قصص وجهود المبدع البحريني.


كما أتمنى أن يخصص كل بيت بحريني زاوية في المجلس أو الصالة لوضع المقتنيات التراثية البحرينية، وبدل من أن يقوم الشخص بشراء ساعة آخر موديل، بإمكانه شراء واقتناء ساعات الأجداد فهي الأجمل وفيها “ريحة الطيبين”.


لنحول ديكورات مجالسنا الى متاحف نستذكر بها تاريخنا وهويتنا ونحن في مقدورنا عمل ذلك.