+A
A-

جرف بيوت تاريخية في “سترة” عمرها 900 سنة

طالب الباحث التاريخي جاسم حسين عباس صاحب مدونة “سنوات الجريش” عبر البلاد، الجهات المختصة وقف جرف عدد من  البيوت القديمة  الأثرية في قرية الخارجية في منطقة سترة والتي تعود ملكيتها للأهالي فضلا عن مصادرة جزء من مقبرة قرية الخارجية والمرفقات التابعة للمسجد فيها، داعيا إلى إعادة النظر في الإجراءات القائمة في ظل مطالبة الأهالي بحقوقهم في هذه  البيوت.


وقال إن البلدية باشرت جرف وهدم البيوت الأثرية في منطقة الخارجية وتحديدا في مجمع 606 في الخارجية  ذات البناء العمراني القديم بالحجارة والجص، كما تعدت  البلدية في أعمالها مؤخرا على حرم الطريق و اقتطعت جزءا من المقبرة التاريخية وما بها من قبور وأضرحة أثرية، وطال الجرف جزءا من دورات المياه والمخزن التابع للمسجد.


وذكر أن هذه البيوت تعود ملكيتها للأهالي وهناك من الوثائق والمستندات القديمة التي تثبت أصحابها، إلا أن الإجراءات المعقدة والطويلة حالت دون الحصول الورثة على ملكيات هذه البيوت القائمة رغم قدمها والذين يجب أن يسند القانون حقوق الورثة اليهم، مؤكدا أن  البلدية في الفترة الأخيرة جرفت البيوت الأثرية القائمة في هذه المنطقة بحجة أنها مهجورة.


وأوضح أن هناك عددا من الوثائق التي تثبت أصحاب البيوت فضلا عن إخطارات من البلدية تعود لسنة 1977  و 1979 بشأن هذه البيوت موجهة لأصحابها، وتحدد أصحاب الملكيات المحيطة بها.


 واستغرب عباس تقصير الجهات الرسمية التي تصادر هذه المنطقة دون الرجوع إلى أصحابها فضلا عن التعدي على المقبرة التاريخية التي تعود للقرن السادس الهجري وما  بها من أضرحة تعود إلى تلك الفترة ،سبقت التنظيم الإداري في البلد وقبل التطور العمراني في المنطقة.


وعن تاريخ البيوت ذكر الباحث جاسم حسين أن البيوت الواقعة في منطقة الخارجية القديمة  يتجاوز عمرها 900 سنة تقريبا، وعاش فيها مجموعة من الفلاسفة الإسلاميين من ضمنهم الفيلسوف الإسلامي الشيخ أحمد بن سعادة، الذي عاش مطلع القرن السابع الهجري، والذي تتلمذ على يده عدد من الفلاسفة الإسلاميين مثل الشيخ علي بن سليمان الستري، والشيخ ميثم البحراني.


 وتابع أن “المنطقة أثرية وقديمة، وكان يسكن فيها أهالي الخارجية من ضمنهم عائلتنا، ومع تطور التمدد العمراني في المنطقة انتقل الأهالي إلى بيوت مجاورة لها وتحديد في المنطقة الشرقية من القرية في فترة الستينات، وكان جزء منها مأهولا حتى الثمانينات ،بدليل وجود عدد من الوثائق لأصحابها”.


وأكد أن ورثة هذه البيوت طالبوا في فترة السبعينات بحقهم فيها، إلا أنهم لم يواكبوا الإجراءات القانونية وقتها، وبسبب التعطيل والمواعيد والعراقيل لم تكلل هذه المطالبات بالنجاح.


وأوضح عباس أن هذه المجموعة القديمة  كانت يستغلها تلفزيون البحرين بتصوير الأعمال التلفزيونية مسلسل حسن ونور السنا وغيرها من الأعمال.