سأل الرئيس التنفيذي مساعده: ما رأيك في أداء مدير الموارد الذي هو ضمن الفريق العامل معك؟ بعد لحظات صمت أجاب المساعد: صحيح أنه يمتلك المؤهلات المهنية في الإدارة وفي مجال تخصصه الوظيفي والخبرة الطويلة التي يتمتع بها ألا أن أداءه الفعلي لا يعكس تلك المؤهلات.

علقّ الرئيس قائلًا: أنا لا أعرف مستوى أدائه لذلك سألتك، فأنت لم تذكر لي أن هذا العمل أو ذاك من إعداد هذا المدير، أنت دائما تقول: هذا رأيي، هذا اقتراحي، هذا تقريري... الخ، أليس كذلك؟

أجاب المساعد بتردد: نعم هذا صحيح. رد الرئيس باسمًا: لعلمك تسلمت اليوم اتصالا من إحدى المؤسسات المعروفة، مفاده أنهم بصدد التواصل مع مدير الموارد الذي نتحدث عنه الآن وتقديم عرض للعمل معهم في منصب قيادي متقدم... ما رأيك؟ صمت المساعد وبعبارات غير مرتبة قال: يمكننا تعديل راتبه ومنحه بعض الامتيازات والصلاحيات وإشراكه في بعض اللجان وبهذه الطريقة نضمن بقاءه معنا. نظر إليه الرئيس باستغراب وبابتسامة واضحة التفسير قال لمساعده: كيف نفعل ذلك وأنت غير راضٍ عن أدائه؟!

ثم أني لا أعرف شيئًا عن إنتاجية هذا المدير وأدائه. فأنت من يقترح وأنت من يخطط وأنت من يعد التقارير وأنت وأنت... كما تقول دائمًا. أكيد تتفق معي في السماح له بقبول العرض والانتقال إلى تلك المؤسسة.

سكت المساعد واكتفى بهز رأسه، الأمر الذي جعل الرئيس يتابع حديثه قائلًا: لا أريدك أن تبلغ المدير ما دار بيننا، أريدك أن تخرج في إجازتك السنوية التي طلبتها مسبقًا وأن تترك لي الفرصة هذه المرة للتعامل مع مدير الموارد مباشرة، أريد أن أتعرف على إمكاناته وقدراته قبل اتخاذ القرار بخصوص تعديل راتبه وامتيازاته وصلاحياته كما اقترحت أنت، والسماح له بقبول العرض المقدم له من تلك المؤسسة.

بعد عودته من الإجازة اجتمع الرئيس مع مساعده وقال له: أذكر أنك تحدثت معي أكثر من مرة عن رغبتك في التقاعد مبكرًا... أستطيع الآن أن أطلب أنا منك.

ما رأيك سيدي القارئ في سلوكيات مساعد الرئيس التنفيذي؟ يقول ستيفن كوفي في هذا السياق “إحدى أهم طرق تأكيد النزاهة هي أن تكون مخلصًا لمن هم غائبون، فقيامك بذلك يساعدك على ثقة الحاضرين”. ما رأيك سيدي القارئ؟