تحدثنا من قبل عن مفهوم وقيمة المسؤولية المجتمعية والهدف من تحقيقها على أرض الواقع من خلال تعامل الإنسان مع نفسه والآخرين والمجتمع، خصوصاً في هذه المرحلة الاستثنائية التي نعيشها في ظل ظروف الجائحة الصحية التي عصفت بالعالم أجمع، فالمسؤولية المجتمعية تعد واحدة من دعائم حياة الإنسان المهمة ومن أبرز عناصر تقدم المجتمعات.

فنحن ولله الحمد في بلاد استطاعت أن تقدم الكثير من النجاحات على جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات، وربما من أبرز هذه النماذج التي تميزت بها مملكتنا الغالية وبتوجيهات من قيادتنا الرشيدة الاهتمام الكامل واللامحدود بالوضع الصحي وسلامة الإنسان الذي جاء على رأس أولوياتها، وكان هذا واضحاً للجميع منذ بداية جائحة كورونا وحتى هذه اللحظة.

وعندما جاء إعلان الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا بتمديد العمل بقرارات الإغلاق مدة أسبوعين مع استمرار العمل في القطاعات الأساسية، فإنه جاء ليؤكد حرص القيادة الرشيدة والفريق الطبي على الاهتمام بمتابعة آخر الأحداث وتطورات الجائحة الصحية عن قرب، لكي تستمر المملكة في تقديم أفضل الخدمات والحلول للمواطنين والمقيمين والمحافظة على صحة الإنسان، ولتحقيق مبدأ المسؤولية المجتمعية ومضاعفة الالتزام بالتدابير الوقائية دون استثناء، وأن تكون المسؤولية جماعية كل من موقعه للوصول إلى منطقة الأمان الصحي على كامل تراب المملكة.

نحن قادرون بإذن الله على أن نتكاتف جميعا بقوة وعزيمة وإصرار لتجاوز هذه الجائحة من أجل هذا الوطن العزيز، وأن نثبت للجميع أن المجتمع البحريني مجتمع واع وشريك أساسي في نجاحات هذا البلد العظيم، فإننا أمام مسؤولية كبيرة تحتاج منا التعامل معها بجدية واهتمام لنعبر عن قدرة المجتمع البحريني بنجاحه في إدارة هذه الأزمة.

كل ما نريده في هذه المرحلة الاستثنائية هو أن نتحمل المسؤولية جميعاً، وأن نلتزم بالمعايير والإجراءات الاحترازية والصحية لكي نتوج الجهود المبذولة من الفريق الوطني الطبي من أجلنا للحد من انتشار فيروس كورونا، فكل الشكر والاحترام والتقدير إلى فريق البحرين بقيادة قائد التطوير سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وإلى جميع من يعمل في الصفوف الأمامية والقطاع الصحي ومختلف الجهات المساندة.

حفظ الله البحرين وحكومتها وشعبها.