العدد 4627
الثلاثاء 15 يونيو 2021
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
الصيف البارد
الثلاثاء 15 يونيو 2021

قد يكون صيفنا هذه السنة بنكهة مختلفة، نستطيع أن نلونه بما نشاء، وقد تختلف الصورة بين هذا وذاك كما في النوايا تمامًا، وفي ذلك حكمة يعرفها من ينظر لما في الصيف من صبر الصاد، وجود الياء، وفرج الفاء، فمعها يمكن أن يتحول العالم سحرًا كما يحول المارد الذي أعرفه الآيسكريم ذهبًا.. هكذا تحيا الشخصيات التي تعيش الحدث واللحظة بواقعية وتنظر إلى الفضائل في كل حال.


لكن الأمر هنا وكما أراه يحتاج إلى تدريب من نوع آخر، فماذا يحصل لو تخيلنا أن “الصيف بارد”؟ وماذا لو يدخل معنا خبراء الجغرافيا في هذا النقاش؟ لا أعني قلب الحقائق، فحديثي من أجل زيادة الوعي بأثر النعمة وأهمية الاتزان والتوازن في كل الأمور، فكم من وقفة يحتاج إليها الإنسان كي يتقن فن قولبة الكلمات وتسخيرها لخدمة التفكير الممنهج الذي يؤلف بين المعنى والحدث بنسق متوازٍ، بحيث يكمل كل منهما الآخر، بما يجعلنا في انسجام تام، ويشعرنا بالراحة لتقبل الحدث وعواقبه، لن نقلب المفاهيم والموازين سلبًا أبدًا، إنما أردت شيئًا من التفكير في قدرتنا على الوعي بتوظيف النية نحو التكيف والقبول، ربما الأمر خارج عن نطاق التعود لأننا نعتمد على مسلمات موروثة ولا نميل نحو تغيير المسلمات طالما أنها مأمونة الأثر والنتيجة.


جميل أن يتوافق الفكر مع المنطق والمنطوق ذاته، بذلك نكون قادرين على ضبط ما نشعر وما نفعل، ما يجعل الترابط النفسي في أعلى درجة من الراحة التي تنسجم مع كل المتغيرات الخارجية، وبالتالي توجد نوعًا من التوافق مع الواقع التفاعلي بما يحمل من خصائص ومقومات ثابتة أو متغيرة، لأن النتيجة فارقة عندما يعلم الشخص أنه هو الذي يصنع الحدث والصورة كما يريد، وهذا دليل على قوة ما وهبنا الله سبحانه وتعالى من نعم تتجلى في القدرة على حسن النوايا والتقدير.


إن ذلك فعلاً، هو مركز الإدارة المتمكنة للذات البشرية، حيث تبدأ بمرحلة انسجام بين المقومات التي تشكل نقطة ارتكاز مهمة تعمل على مراقبة ما يتراكم من نتائج ومؤثرات، وتصنيفها بما يسمو ويرتقي بالذات الظاهرة، والأهم من ذلك هو الانتباه لما نمتلك من قدرة على تصفية ما لا نرغب داخل إطار الاتزان التام الذي يجعلنا نقبل على الصيف بروح يكفلها حب الحياة الجميلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .