+A
A-

قياس الإنتاجية والثقة معضلتا الشركات إزاء العمل من المنزل

- الديري: ترقبوا إفلاسات ما بعد جائحة “كورونا”

أجمع عدد من الخبراء الإداريين في البحرين على أن جائحة “كوفيد – 19” أفرزت عددًا من التحديات والتساؤلات بشأن الطريقة التي تدار بها الشركات أثناء الجائحة وما بعدها.


وعلى الرغم من الصدمة التي خلقتها ظروف الجائحة في العام الماضي، إلا أن إداريين أشاروا إلى التكيف الكبير في إدارات الشركات مع المعطيات الراهنة.


وجاءت هذه الآراء على هامش ندوة عن بعد أقامتها جمعية الإداريين البحرينية، وتناولت تحديات الإدارة أثناء الجائحة، وشارك فيها عدد من المختصين والمهتمين.


وأشار سلمان الفردان إلى وجود غياب فعلي للتواصل ما بين الموظفين وأصحاب العمل، خصوصا في بداية الجائحة، إذ بدت الأمور غير مرتبة على ما ينبغي أن تكون عليه، ما خلق حاجة للثقة بين الموظفين ومسؤوليهم، معتبرا أن ذلك تحديًا كبيرًا يواجه الإدارات.


أما عبدالرحمن فخرو، فأشار إلى أن الجائحة قد عجلت بالتوجه نحو الثورة الصناعية الرابعة وسرعت من التحول الرقمي، إذ كان استخدام التكنولوجيا قبل الجائحة أمرا غير مرحب به من قبل الإدارات، وأن هناك إحساس بوجود نوع من التحايل لدى الموظف عند العمل من المنزل أو عن بعد، ولكن اليوم أصبح ذلك متاحا من أعلى هرم الإدارة.


وتابع بالقول: إن التعليم عن بعد كان ينظر له بصورة دونية قبل الجائحة ولكن الأمور تحسنت وأصبح بمثابة “طوق نجاة” لقطاع التعليم، إذ طوت الجائحة عقدا من الزمان وجعلت الأمور تتقدم بسرعة. أما عبدالحسن الديري وهو رئيس جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فأشار بالقول إلى: إن الجائحة خلقت تحديا لا مثيل له لجميع الإدارات، إذ إن الظروف التي عاصرتها الشركات والحكومات لم تمر بها منذ بداية القرن العشرين من اتساع التأثير وشموله. وتابع أن العديد من الدول اتخذت حلولا سريعة وترقيعية لمواجهة الأزمة التي خلقتها الجائحة اقتصاديًا، محذرا من أن القادم أخطر، وأن الأزمة الحقيقية تبدأ يومها الأول مع آخر يوم لانجلاء الوباء.

وتوقع الديري أن تكون هناك إعلانات عن إفلاسات، لافتا إلى حديث جرى بينه وبين أحد أصحاب الأعمال قبل الندوة، إذ كان الأخير يشير إلى أن مدخول مؤسسته الشهري يصل إلى 70 ألف دينار بينما يساوي الآن صفر.


وتابع أن بعض المحلات تنفست الصعداء مع إعادة الافتتاح واستثمرت في إعادة تجديد العقود مع الموظفين والإيجارات وعمل التجديد قبل أن يصدموا بإغلاق جديد. وأشار إلى أن كل ذلك يخلق تحديا إداريا كبيرا، كيف تتعامل الشركات مع الموظفين والمصروفات التي أنفقت وغيرها من الأمور.


واستطرد بالقول “أعتقد أن هذا التحدي متحور مع تحور الوباء، مشيرا إلى “اتباع أسلوب الإدارة المرنة أو الإدارة الموقفية”.


أما فاطمة فخرو فأشارت إلى تحد آخر يتعلق بتحقيق معدلات “الإنتاجية”، إذ إن العمل عن بعد خلق تحديا كبيرا للشركات في هذا السياق. ولفتت فخرو إلى أن التساؤل كان دائما هل ستكون إنتاجية الموظف الذي يعمل من المنزل كما هي في حال عمله من مقر المؤسسة، وهل ستكون جودة العمل بنفس المستوى؟


وتشير لولوة المطلق في هذا السياق إلى أن معهد الإدارة العامة أجرى دراسة عن أثر الجائحة على القطاع العام، ورأى أن 58 % من الذين شملتهم الدراسة أظهرت ارتفاعا في انتاجية الموظفين أثناء الجائحة. ويمسك عدنان المحمود بطرف الخيط، حين خلص بقوله: إن الشركات تحسست بشكل أفضل قبل أي وقت مضى بأهمية العنصر البشري، وأن بعض المفاهيم الإدارية قد تعززت لدى هذه الشركات بفعل الجائحة.


وأوضح أن الجائحة حفزت التفكير الإبداعي لدى الموظفين.


في حين أشار صادق عبدالوهاب إلى أهمية وضع خطط لاستمرارية العمل، إذ بينت الجائحة أن هذه الخطط يجب أن تكون معدة مسبقا خصوصا فيما يتعلق بخيار العمل من المنزل.


ويرى سلمان الفردان الجانب المضيء من النفق، حين قال: إنه رغم وجود إشكالات كثيرة بداية الجائحة إلى أنه بعد عام ونصف من الأزمة أصبحت العلاقة أكثر ثباتا وأن الإدارات تعلمت الكثير.


ويشير الفردان إلى أن ظروف العمل من المنزل قد لا تكون مهيأة تماما للموظف على عكس ما يعتقده المسؤول، فقد تخلق أجواء العمل من المنزل ضغطا كبيرا في بعض الأحيان.


ويتطرق رائد مبارك للعمل الحكومي، إذ يشير إلى أن الهيكل التنظيم في القطاع الحكومي لم يتغير، رغم أن العمل من المنزل بدأ منذ نوفمبر الماضي، إلا أن بعض المسؤولين ما زالوا على العقلية القديمة، وحاجز الثقة ما زال موجودا لدى بعض المسؤولين الذين لا ينفكون عن السؤال ماذا يفعل الموظف في المنزل؟