إن كانت ثقافة الابتكار عنصرًا مهمًا لنمو اقتصادات الدول وتنافسيتها فإن مُسرعات الابتكار أصبحت عنصرًا أكثر أهمية لمنظومة الابتكار برمتها في سبيل نمو اقتصادات الدول وارتقاء تنافسيتها.

فقد لعبت مُسرعات الابتكار في الدول المتقدمة والدول الناشئة دورًا محوريًا في تحفيز واحتضان وتسريع ابتكارات غيرت مجرى حياتنا وممارساتنا، وباتت مصدرًا لِما لا نتوقعه من منتجات وخدمات تُضيف قيمة لجودة حياتنا اليومية ومتطلباتها المتصاعدة يومًا بعد يوم.

بل باتت مُسرعات الابتكار بمخرجاتها الابتكارية تُهدد العديد من الخدمات التقليدية الحالية ومنها توصيل المنتجات، إذ أصبحت مسيرات درون Drone تُستخدم بكثافة لهذه الخدمة، ففي العام 2030 يُتوقع أن تصل مبيعات منصات درون 275 بليون دولار كإيرادات لعمليات التوصيل، و 50 بليون دولار لمبيعات المعدات، و 12 بليون دولار لإيرادات الخرائط.

والسيارات التقليدية التي تعمل على الوقود أيضا لن تدوم طويلًا، فحسب الدراسات والتوقعات سوف تقفز مبيعات السيارات الكهربائية من 2.2 مليون سيارة في العام 2020 إلى 40 مليون سيارة في العام 2025. وهذا يُدلل على النمو الدراماتيكي المتصاعد لهذه النوعية من المركبات وتزايد حجم الطلب عليها.

أما فيما يتعلق ببرمجيات التعلم العميق، فهي أيضًا لها نصيبها المؤثر من التغيير مقارنة بالبرمجيات التقليدية، إذ يُتوقع أن تقفز مبيعاتها من رقائق الذكاء الاصطناعي (AI ICs) من 5 بليون دولار في العام 2020 إلى 22 بليون دولار في العام 2025. وهي قفزة تُؤشر على مدى تطور الاهتمام بهذا المجال ومدى تأثيره في واقعنا وممارساتنا.

وكذلك ألعاب الفيديو (VG) وبرامج الواقع الافتراضي (VR) وبرامج الواقع المُعزز (AR) التي ستغزو الأسواق بكثافة، إذ إن إيراداتها مجتمعة يُتوقع لها أن تقفز من 180 بليون دولار في العام 2020 إلى 390 بليون دولار في العام 2025. وهذا يعكس أنها ستدخل في مجالات عدة ستُغير واقع خدمات ومنتجات حالية كثيرة.

أما الطابعات ثلاثية الأبعاد (3D Printers) التي أحدثت ومازالت تُحدث ثورة في قطاعات التصنيع حيث خفضت بشكل كبير جدًا المُدد الزمنية بين تصميم وإنتاج النماذج التقليدية للمنتجات، بل خفضت تعقيدات سلاسل الإمداد، وقللت تكاليف النمذجة مقارنة بالطرق التقليدية. لذا يُتوقع أن تساهم تلك الطابعات في نمو التصنيع بمعدل سنوي يصل من 12 بليون دولار في العام 2020 إلى 120 بليون دولار في العام 2025.