العدد 4630
الجمعة 18 يونيو 2021
banner
تصرف مرفوض
الجمعة 18 يونيو 2021

تلقيت كغيري عبر وسائل التواصل الاجتماعي نبأ وفاة إحدى السيدات الفاضلات، حيث كانت حالتها الصحية حرجة وفي العناية المركزة، وقمت كغيري أيضًا فور تلقي الخبر الحزين بنشر الخبر للأهل والأصدقاء والمعارف وهذه عادة أتبعها في السراء والضراء وأعتبرها جيدة بهدف التواصل ونقل المعلومات، خصوصا في ظل هذه الأوضاع الصحية بسبب هذا الوباء الذي ابتلي به العالم، لكن فوجئت بكم الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية التي انهالت علي وهم ينكرون الخبر، بل يستنكرون هذا العمل بأشد عبارات الشجب والاستنكار، وكأنني أنا المتهم في نشر هذه الإشاعة المغرضة!

بصراحة كما يقول المثل الشعبي “بغيت أسوي خير انقلب شر”، وحاولت أن أرد على الكثير منهم، لكن لم أستطع بحكم أن القائمة طويلة! بعضهم كان لطيفًا جدًا وعذرني بل قدم لي الشكر لأنني أبلغته بالخبر وإن اتضح أنه غير صحيح لاحقًا، خصوصا أنها سيدة فاضلة وكبيرة في العمر وتعاني من المرض “الله يشافيها ويعافيها”.

شخصيًا تربطني علاقة وثيقة وحميمة مع هذه العائلة الكريمة وكنت على تواصل معهم والسؤال عن حالتها وهذا أضعف الإيمان وأقل شيء يمكن أن أقدمه، والسؤال الذي يطرح نفسه، من منكم يستطيع أن يبرر لي هذا الفعل المشين وبأي حق يتم بث مثل هذه الأخبار وما مصلحتهم في ذلك! من وجهة نظري المتواضعة أرى أن من قام بهذا الفعل غير الأخلاقي “سامحه الله” يفتقد أبسط أبجديات الأخلاق والذوق والأصول والإحساس وكل الصفات الحميدة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان العاقل! ولو كنت أعرف مصدر الخبر لقمت بتلقينه درسًا لن ينساه.

وكما قلنا مراراً وتكراراً إن وسائل التواصل الاجتماعي اخترعت لخدمة البشرية، وهي للتواصل المفيد ونقل المعلومات والحكم والعبر وغيرها من الأشياء التي تثري الناس وتزيدهم معرفة، وللأسف الشديد نستقبل كل يوم كماً من تلك الرسائل غير المجدية بل المضرة في أغلب الأوقات.

تذكروا أن الأمم تنهض وترتقي برقي أبنائها، والصدق جوهر كل عمل، فلا عمل إلا بالصدق وهو جوهر كل عبادة، فالأخلاق لا قيمة لها بلا صدق وجوهر العلم، ولا علم إلا بالصدق وجوهر المعاملة. اللهم إني أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل أن تشفيها وتمدها بالصحة والعافية، اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشفها أنت الشافي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .