العدد 4632
الأحد 20 يونيو 2021
banner
حفر آبار الماء في الدول الفقيرة... مشروعات تنقصها المصداقية
الأحد 20 يونيو 2021

ازداد في الآونة الأخيرة إرسال بعض الناس أموالا إلى جمعيات خيرية وحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي لحفر آبار ماء في الدول الفقيرة كصدقة جارية للميت؛ استنادا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، “فقد روي أن سعد بن عبادة رضي الله عنه أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقال يا رسول الله: أي الصدقة أفضل، فقال سقي الماء”.

لكن من حق المتبرع ومن يرسل المال بحسن النية أن يقف على محتوى هذا المشروع الخيري، ليس بكلمات موجزة أو بإرسال صورة “بنر” مكتوب عليه اسم المتوفى والتاريخ ومعلق على البئر، ويقف حوله ثلاثة أو أربعة أشخاص من تلك الدول الفقيرة، فصورة “البنر” ليست برهانا على حقيقة فعلنا الخير والصدقة الجارية، فمن السهل جدا طباعة أي اسم على “البنر” ووضعه أمام أحد الآبار في تلك الدول الفقيرة حتى تتكون صورة قائمة في ذهن المتبرع ليقتنع أن المشروع حقيقي وأمواله ذهبت في محلها حتى دون أن يتأكد من مواطن الشبهات والريب، فكل ما يستلمه من الجمعية أو الجهة التي تتكفل بمشروع حفر البئر صورة على “الواتساب” أو مكالمة هاتفية على ستائر مخملية جميلة.

ولا يقتصر تعليق “البنر” على الآبار، إنما نشاهده أيضا على المساجد الصغيرة في القرى والمناطق الفقيرة والنائية، فلو كان المشروع حقيقيا لماذا لا ينقش الاسم ويعلق على واجهة المسجد، كما أن البناء يحتاج إلى خرائط وأوراق رسمية من الجهات المختصة هناك، ومتابعة مندوبين وتفاصيل كثيرة ذات أهمية، حتى إن كان بلا خرائط، نظرا لطبيعة المنطقة، فعلى الأقل أوراق رسمية كأدلة واتصالات، ومن المهم أيضا زيارة المشروع بالتنسيق مع الجهة المشرفة من أجل الثقة في سلامة الإجراءات.

لنقف وقفة طويلة عند المهم وهو أن بعض الجمعيات الخيرية والحسابات تقوم وتنفذ مشروعات تنقصها الدقة والمصداقية دون انتباه من المتبرع، وأتصور أن المسألة بحاجة إلى عملية تحقق وليس الاكتفاء بصورة “بنر” يرسل إلى المتبرع على “الواتساب”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية