+A
A-

الذوادي: 52 % من الوظائف الزراعية شاغرة

قالت‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬علوم‭ ‬الحياه‭ ‬بكلية‭ ‬العلوم‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬سلوى‭ ‬الذوادي‭ ‬أن‭ ‬الإحصاءات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬135‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬يواجهون‭ ‬أزمة‭ ‬غذائية‭ ‬في‭ ‬55‭ ‬دولة،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬155‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬55‭ ‬دولة‭ ‬أيضا‭ ‬يعانون‭ ‬جوعا‭ ‬حادا،‭ ‬والبعض‭ ‬يحتاج‭ ‬لمساعدات‭ ‬غذائية‭ ‬وإنسانية‭ ‬عاجلة،‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

وعرضت‭ ‬الذوادي‭ ‬نموذج‭ ‬إحصائي‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي،‭ ‬حيث‭ ‬تصدرت‭ ‬الكونغو‭ ‬ذلك‭ ‬بتسعة‭ ‬عشر‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬تليها‭ ‬بذلك‭ ‬أفغانستان‭ ‬والتي‭ ‬سجلت‭ ‬بذات‭ ‬العام‭ ‬16‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬ثم‭ ‬اليمن‭ ‬16‭.‬1‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬فنيجيريا‭ ‬13‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬فأثيوبيا‭ ‬12‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭.‬

وفي‭ ‬رصد‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتغذية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الخطة‭ ‬العالمية‭ ‬الجديدة‭ ‬2030‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‭ ‬الدولية‭ ‬“الفاو”‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أولوية‭ ‬القضاء‭ ‬التام‭ ‬على‭ ‬الجوع،‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لجميع‭ ‬أشكال‭ ‬سوء‭ ‬التغذية،‭ ‬ولقد‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬مؤشر‭ ‬يتم‭ ‬قياسه‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬الخامسة،‭ ‬لانتشار‭ ‬التقزم،‭ ‬والهزال،‭ ‬والوزن‭ ‬الزائد”‭.‬

وقالت‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية‭ ‬لتحقيق‭ ‬السياسات‭ ‬الداعمة‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬المستدام”‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬تحسين‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الموارد‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والعمالية‭ ‬المجزية،‭ ‬تحسين‭ ‬الأسواق‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬البحث‭ ‬والمعرفة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬المناسبة،‭ ‬تحسين‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية،‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوكمة،‭ ‬دعم‭ ‬التجارة‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬السلمية‭ ‬والسياسات‭ ‬الاقتصادية”‭.‬

وأشارت‭ ‬لمبادرة‭ ‬مسح‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتنمية‭ ‬الزراعية‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬بأن‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬52‭ % ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬الزراعية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬شاغرة،‭ ‬و72‭ % ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الوظائف‭ ‬تفضل‭ ‬الحصول‭ ‬مؤهل‭ ‬جامعي‭ ‬بدرجة‭ ‬البكالوريوس،‭ ‬وبأن‭ ‬9‭.‬7‭ % ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬الزراعي‭ ‬محلي،‭ ‬وأن‭ ‬هنالك‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬المتطورة‭.‬

وبالنسبة‭ ‬لدور‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬المستدام،‭ ‬أوضحت‭ ‬الذوادي‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬البرامج‭ ‬المطروحة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالغذاء‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬ففي‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬هنالك‭ ‬ماجستير‭ ‬ودكتوراه‭ ‬في‭ ‬الزراعة،‭ ‬وتخصص‭ ‬فرعي‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬‭(‬قيد‭ ‬الدراسة‭)‬،‭ ‬وبكالوريوس‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬المستدامة‭ (‬قيد‭ ‬الدراسة‭) ‬وغيرها”‭.‬

وفي‭ ‬محور‭ ‬الدور‭ ‬التوعوي‭ ‬للجامعات‭ ‬عن‭ ‬الجوع‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية،‭ ‬ذكرت‭ ‬الذوادي‭ ‬“هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬يعانون‭ ‬سوء‭ ‬التغذية،‭ ‬ولقد‭ ‬كانت‭ ‬لدينا‭ ‬تجربة‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي،‭ ‬منها‭ ‬استخدام‭ ‬الطحالب‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الغذاء‭ (‬خلطها‭ ‬بالأجبان‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬تقبل‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬93‭ % ‬من‭ ‬عينة‭ ‬البحث‭ ‬لذلك،‭ ‬وللجامعة‭ ‬الآن‭ ‬تجربة‭ ‬توعوية‭ ‬ثانية‭ ‬بهذا‭ ‬المجال”‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬إنشاء‭ ‬البرامج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬بذات‭ ‬السياق‭ ‬سيحقق‭ ‬ارتفاع‭ ‬بأعداد‭ ‬الطلاب‭ ‬لمعالجة‭ ‬القضايا‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬توظيف‭ ‬علومهم‭ ‬المعرفية‭ ‬لتحسين‭ ‬الإنتاج‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة،‭ ‬توفير‭ ‬المعرفة‭ ‬العملية‭ ‬والعصرية‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬النبات‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬والطاقة،‭ ‬تدريب‭ ‬الطلاب‭ ‬لإدارة‭ ‬مزارع‭ ‬بمهارة‭ ‬تبعا‭ ‬للاحتياجات‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬متغيرات‭ ‬السوق‭.‬

وفي‭ ‬سؤال‭ ‬عن‭ ‬المساهمات‭ ‬المهمة‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬إشكالية‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬ومدى‭ ‬جاذبية‭ ‬الباحثين‭ ‬بذلك،‭ ‬قالت‭ ‬“من‭ ‬تجربتي‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬أؤكد‭ ‬لكم‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬متحمسون‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار‭ ‬المُهم،‭ ‬والمشكلة‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬سواء‭ ‬بهذا‭ ‬المجال،‭ ‬أو‭ ‬غيره،‭ ‬هو‭ ‬التمويل”‭.‬