لا أدري لماذا ينتابني شعور أنني أستطيع أن أستشف ما يدور في وطني من خلال نافذة بيتي، فكما يقال الشاهد ينبئ عن الغائب، ولعل وراء هذه المشاهد قصصا وحكايات طويلة.
من نافدة بيتي لم أكن أرى بالأمس من يلقي القمامة في الشارع من سيارته، واليوم لا أكاد أرى من لا يلقي القمامة.
من نافذة بيتي قبل سنين، لا أكاد أرى من يتجاوز السرعة المقررة للشارع، واليوم ازدادت هذه التجاوزات، وسألت أحدهم عن علة ذلك فأخبرني أن إدارة المرور غيرت اتجاه كاميرا مراقبة السرعة إلى الشارع الثاني!
من نافذة بيتي كنت أنظر إلى نظافة منطقتنا، واليوم أجد الكثير من الآسيويين وبكل أريحية وجرأة يلقون مخلفات البناء فيها!
من نافذة بيتي كنت بالكاد أرى بعض الآسيويين، واليوم أصبحوا بالعشرات وعلى استعداد لعمل أي شيء ليسددوا مبالغ شهرية لمن جلبهم.
حكايات نافذتي كثيرة، ولا أدري عن نوافذ الآخرين، لكن هذه المشاهد القليلة تنبئ عن أخرى، ولابد أن يتحرك المسؤولون والنواب للقضاء عليها أو تقليل ضررها، المواطن بحاجة لأن يشعر بالراحة في محل سكنه، حيث أصبحنا قلقين على أنفسنا وأبنائنا، نمنعهم حتى من اللعب أمام منازلنا بسبب تهور البعض في السياقة وكثرة الأجانب والعزاب من حولنا، سنبقى على أمل أن تقوم الجهات المعنية بوضع خطط عاجلة لحل هذه المشكلات.