+A
A-

أهالي البلاد القديم: لا تؤجروا المباني للعمالة الوافدة

كحال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬والقرى‭ ‬والمجمعات‭ ‬السكنية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬تأجير‭ ‬المباني‭ ‬من‭ ‬منازل‭ ‬وعمارات‭ ‬لتتحول‭ ‬إلى‭ ‬سكن‭ ‬للعمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬لاسيما‭ ‬العزاب‭ ‬منها،‭ ‬شكا‭ ‬أهالي‭ ‬مجمع‭ ‬361‭ ‬بقرية‭ ‬البلاد‭ ‬القديم‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬مشكلات‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى،‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬استقرار‭ ‬المواطنين‭ ‬للخطر،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬وقوع‭ ‬اشتباك‭ ‬أو‭ ‬نزاعات‭ ‬عنيفة‭ ‬بينهم‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأهالي‭ ‬توجهوا‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرد‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬بيد‭ ‬الأهالي‭ ‬أنفسهم‭ ‬لاسيما‭ ‬الملاك،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬قانون‭ ‬يمنع‭ ‬المالك‭ ‬من‭ ‬تأجير‭ ‬عمارته‭ ‬أو‭ ‬منزله‭ ‬لمؤسسات‭ ‬أو‭ ‬شركات‭ ‬كسكن‭ ‬للعمال،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المسؤولية‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الملاك‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وهنا‭ ‬يلزم‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الأهالي‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬وجود‭ ‬مشكلات‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬ممارسات‭ ‬سكن‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬لاسيما‭ ‬العزاب‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬مساكن‭ ‬المواطنين،‭ ‬بألا‭ ‬يتم‭ ‬تأجير‭ ‬تلك‭ ‬المباني‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬عقودها‭ ‬وتأجيرها‭ ‬لمواطنين،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مقيمين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجنسيات‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬عوائل،‭ ‬وليس‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العزاب‭.‬

وأبلغ‭ ‬الشيخ‭ ‬مصطفى‭ ‬العلي،‭ ‬أحد‭ ‬شخصيات‭ ‬القرية،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬القديمة‭ ‬المتجددة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬قريتنا‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬المناطق،‭ ‬تلزم‭ ‬شعورًا‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والوطنية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الملاك،‭ ‬وكان‭ ‬للأهالي‭ ‬تحرك‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بسبب‭ ‬ظهور‭ ‬مشكلات‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التجاوب‭ ‬ليس‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مأمول‭ ‬لاسيما‭ ‬من‭ ‬الملاك،‭ ‬وغالبيتهم‭ ‬تركوا‭ ‬منازلهم‭ ‬القديمة‭ ‬أو‭ ‬كرروا‭ ‬تأجير‭ ‬عماراتهم‭ ‬كسكن‭ ‬للعمالة‭ ‬الوافدة،‭ ‬وقال‭ ‬”كل‭ ‬ما‭ ‬نأمله‭ ‬من‭ ‬الإخوة‭ ‬هو‭ ‬ألا‭ ‬يؤجروا‭ ‬مبانيهم‭ ‬على‭ ‬قطاعات‭ ‬عمالية‭ ‬كالمؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬ثم‭ ‬تتحول‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬سكن‭ ‬عمال،‭ ‬وأيا‭ ‬كان‭ ‬العرض،‭ ‬فسلامة‭ ‬المجتمع‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء”‭.‬

ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬يرى‭ ‬عبدالعظيم‭ ‬العلي‭ ‬أن‭ ‬“البعض‭ ‬لا‭ ‬يكترث،‭ ‬وأقصد‭ ‬هنا‭ ‬بعض‭ ‬الملاك‭ ‬وليس‭ ‬كلهم،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يستجيب‭ ‬لطلبات‭ ‬الأهالي‭ ‬ولا‭ ‬يؤجر‭ ‬ملكه‭ ‬كسكن‭ ‬للعمال‭ ‬خصوصًا‭ ‬العزاب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬بمعاناة‭ ‬الأهالي،‭ ‬وكم‭ ‬وقعت‭ ‬مشكلات‭ ‬عنيفة‭ ‬بين‭ ‬جنسيات‭ ‬مختلفة‭ ‬وتكون‭ ‬فيها‭ ‬القرى‭ ‬هي‭ ‬ميدان‭ ‬الخلافات‭ ‬بينهم‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يرتضيه‭ ‬الأهالي‭ ‬أبدًا”‭.‬

وناشد‭ ‬الأهالي‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬بتطبيق‭ ‬إجراء‭ ‬يمنع‭ ‬تأجير‭ ‬المباني‭ ‬أو‭ ‬المنازل‭ ‬وسط‭ ‬سكن‭ ‬الأهالي‭ ‬لما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬سيئة‭ ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق،‭ ‬كما‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬تقديرهم‭ ‬للملاك‭ ‬الذين‭ ‬يرفضون‭ ‬تأجير‭ ‬مبانيهم‭ ‬كمساكن‭ ‬للعمال‭ ‬إيمانًا‭ ‬منهم‭ ‬بحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬ممارسات‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭.‬