العدد 4654
الإثنين 12 يوليو 2021
banner
ساحل المعابد الذي “أنعشته” ريادة المجتمع
الإثنين 12 يوليو 2021

تتحدث الأدبيات المعاصرة عن بروز المساعي الأهلية وجهودها المتنامية التي تُسهم - في أيّة بقعة على وجه هذه البسيطة - في ريادة الأعمال وتطوير الخطط وتنفيذ البرامج وتمكين الأفراد وتوظيف التفكير وتعزيز القدرات على طرق التعامل بفعالية مع قضايا المجتمع المختلفة وعونها على حلّ مشكلاته وتذليل الصعوبات التي تواجهه وتقديم الإرشادات له وتطبيق الممارسات التي تُمكن أفراده وجماعاته من إحداث التغييرات المجتمعية الهادفة وتكوين العلاقات الفعّالة التي تحافظ على حيويته وتعزيز معارفه وتأكيد نموه الاجتماعي ومسؤوليته الإنتاجية المستديمة التي تعمل على فهم المجتمع وطبيعة قضاياه العامة وترابط جميع أقطابه بصورة وثيقة.

اتخذت هذه الريادة ميدانها بحرينياً بشكل لافت في قرية المعابد – قرية باربار الواقعة شمال غرب البحرين - وتحديداً على ساحلها التاريخي الذي يقترب امتداده لنحو نصف كيلومتر طولاً، حيث برزت فيه الإسهامات الفردية بالتوازي مع المبادرات الجماعية في تعبئة الموارد البشرية العاملة وتفاعل الجهود المحلية المتبادلة بين أطراف المجتمع من أجل تحقيق الصالح العام، باعتبارها واحدة من صنوف التشاركية الأهلية السامية التي تحظى بأهمية متواكبة في تحقيق التنمية المجتمعية المأمولة على امتداد مملكة البحرين التي تحرص على ممارسة المسؤولية المجتمعية في أبهى صورها من خلال العديد من المسارات التنموية من مختلف الفعاليات الأهلية داخل هذه القرية الوادعة.

تأتي الحملة التطوعية لتنظيف ساحل القرية التي نظمتها الفعاليات الأهلية في القرية مطلع الأسبوع الجاري، واحدة من تلك المساعي الريادية المجتمعية التي حققت أثرها الاجتماعي العميق في استثمار المبادرات الجماعية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة وترسيخ مبدأ الشراكة الأهلية التي عزّزت أهمية الحفاظ على النظافة العامة ونشر الوعي بأهمية البيئة الآمنة التي تمهّد لبناء وعي ثقافي بيئي عالي المستوى بين مرتادي الساحل من المواطنين والمقيمين عبر حملات التنظيف التطوعية التي تنظمها هذه الفعاليات بين الفنية والأخرى في المناسبات المتنوعة طوال أيام السنة في الأماكن المختلفة بكل أرجاء القرية.

نافلة

ترجم الحضور المبكر في الحملة التطوعية البيئية لتنظيف ساحل قرية باربار الدّور الفاعل الذي تلعبه الفعاليات الأهلية في هذه القرية كما بقية مدن وقرى البحرين الواقعة على الواجهات البحرية من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من هذه الحملات الوطنية المخلصة، وفي مقدمتها زيادة الوعي البيئي لدى كل فئات المجتمع وتبيان أهمية المحافظة على الطبيعة الشاطئية نظيفة وإبعاد شبح التّعدي على البيئة الساحلية ودرء مخاطر المخلفات المُشوّهة بأنواعها عبر تعزيز الأهمية العامة المتعاظمة للواجهات الساحلية كمتنفس للترفيه والترويح وما قد يلحق بها من أضرار بالكائنات البحرية، علاوة على تشجيع ممارسات العمل التطوعي الواعي الذي يعمل على ترسيخ مبدأ الشراكة من أجل خدمة بحريننا الحبيبة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية