هكذا فجأة، يقدم الفيلم الهندي “أكتوبر” للمخرج شوجيت سيركار، وتمثيل فارون داوان، وبانيتا ساندو ومن إنتاج 2018 حبًا دون بداية وكأنك تهبط عليه هبوطًا مظليًا.

يدور هذا الفيلم حول الحب والمعاناة. يحكي الحب ليس كما نعرفه كلنا، وليس كما قدمته السينما من قبل، مفرط في الواقعية ومفعم بالإحساس. واعتمد النص الحوارات البسيطة تمامًا، فلا يكاد يقع سمعك طوال الفيلم على جملة مركبة، مجازية، أو ذات بعد فلسفي عميق، والمشهد الرومانسي الوحيد هو تلك الصورة في بوستر الفيلم، إلا أنه كان مشبعًا بالعاطفة والحميمية.

أين دان؟

هذا السؤال العابر العادي عن شخص عادي، متذمر غير مكترث يتدرب في أحد الفنادق الفخمة وصاحب النصيب الأكبر من المشكلات من بين زملائه شيولي صاحبة السؤال زميلته في العمل، الفتاة الحالمة المجتهدة التي لم يربطها به علاقة إلا عادية كسؤالها عنه.

أين دان؟

وتسقط شيولي من الطابق الثالث، ليسقط دان ويأخذنا معه في دوامة من الياسمين، فيصبح فجأة الأكثر اكتراثًا والأقرب لها، يكرس وقته وتفكيره لفتاة في غيبوبة لا يربطه بها إلا صداقة سطحية وسؤال، يتابع أدق تفاصيل مرضها مضحيًا بعمله وعائلته، ولتصبح تتبعه بقلبها قبل أن تتمكن من إجالة بصرها في المكان من حولها مترصدة حضوره في كل لحظة.

لم تُذكر كلمة حب ولا مرة ولم يغب الإحساس بها ولا لحظة طوال ثلاثة أرباع الفيلم الأخيرة. إغداق في العاطفة الخالصة والحب غير المشروط، وجوده بجانبها كأنما منحها أياما إضافية للعيش، ونظن أنه لو بقي تلك الليلة لعاشت أكثر.

ينتهي الفيلم بنقل كل الحب والعناية لشجرة الياسمين خاصتها، ويتركنا في حالة عاطفية مريبة، مقلبين في أذهاننا صور كل من هم حولنا القريبين والأبعد والأكثر بعدا، من منهم سيكون يوما لنا "دان"؟