العدد 4658
الجمعة 16 يوليو 2021
banner
جبران خليل جبران.. أجراس الحكمة التي تنادينا
الجمعة 16 يوليو 2021

عندما تقرأ لجبران خليل جبران تتسلق أشجار الحكمة إلى قلبك وعقلك، وتنساب جداول الأنغام الخضراء، فهذا الأديب والعبقري والنابغة يحتم عليك العودة إلى مؤلفاته بين حين وآخر لتبصر العيون وتتحول الأحزان إلى سحابة مهاجرة وتنسج الفرحة شباكها من حولك. لكلمات جبران شكل ولون يختلف عن بقية كلمات الأدباء والشعراء وحتى الحكماء، كلمات بها فرحة الشمس وبشارة الغناء والسرور وسنابل الأشواق.

عندما تقرأ لجبران خليل جبران تشعر أن مصابيح الحكمة تنير من حولك وكوابيس الضيق والحزن تنقشع من سمائك وتنخلع بلا عودة، لهذا معظم الكتاب من أبناء جيلي وجيل من سبقنا من الرواد يعودون إلى كتبه ممتطين جوادا مفعما بالشوق إلى أرض الحب وطواحين الأحلام، ومن لم يسمع نبض كلمات جبران ننقل إليه بعضا منها لتشعل صدره بالفرح والتأمل العميق.

يقول جبران: الفن طائر يسبح محلقا في الفضاء عندما يشاء ويهبط إلى الأرض عندما يشاء، وليس من قوة في هذا العالم تستطيع تقييده أو تغييره. ويصف جبران الحياة بالتالي.. الحياة بغير تمرد كالفصول بغير ربيع في الصحراء القاحلة الجرداء.. الحياة والتمرد والحق ثلاثة أقانيم في ذات واحدة لا تقبل الانفصال ولا التغيير. ويقول عن النفس البشرية.. إن الله قد وضع في كل نفس رسولا ليسير بها إلى النور، لكن في الناس من يبحث عن الحياة في خارجه والحياة في داخله ولكنه لا يعلم.

ويصف الحق بالكلمات الرائعة التالية: للبحر مد وجزر، وللقلب نقص وكمال، وللزمان ضيف وشتاء، أما الحق فلا يحول ولا يزول ولا يتغير، فلماذا تحاولون تشويه وجه الحق؟

من الناس من يماثل الأرنب بضعف قلبه، ومنهم من يماثل الثعلب باحتياله، ومنهم من يضارع الأفعى بخبثه، لكن قل بينهم من له سلامة الأرنب وذكاء الثعلب وحكمة الأفعى.

وعن روعة العطاء يقول جبران.. جميل أن تعطي من يسألك وهو في حاجة إليه، ولكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك وأنت تعرف حاجته.

ذلك هو جبران خليل جبران.. أجراس الحكمة التي تنادينا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية