كان الأديب الإنجليزي الساخر برنارد شو صديقًا لونستون تشرشل، وكان على عكس صديقه، فقد كان برنارد شو نحيلًا بينما كان تشرشل يعاني من فرط السمنة. وفي أحد الأيام قال له تشرشل: من يراك يعتقد إن في إنجلترا مجاعة، فرد عليه برنارد شو بدعابته المعهودة: ومن يراك يعتقد أنك سبب هذه المجاعة. (المصدر تلك الأيام لأدهم شرقاوي).

هذا النوع من التعليق ربما يحدث بين الأصدقاء المقربين كما في الحكاية الآنفة الذكر، إذ يعرف كل طرف شخصية الطرف الآخر ومدى تقبله لمثل هذه التعليقات. حتى في مثل هذه الحالات فإن للتعليق أسس وبروتوكولات يجب مراعاتها وإلا أصبحت النتائج غير محمودة وغير متوقعة.

ومن أهم هذه الأسس والبروتوكولات اختيار التوقيت المناسب والمكان المناسب والظروف المناسبة، إضافة إلى العلاقة بين طرفي التعليق كما ذكرنا مسبقا. ماذا يحدث سيدي القارئ لو غابت عنا تلك الأسس والبروتوكولات؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال الموقف التالي.

بمناسبة اجتيازهم البرنامج التدريبي الذي امتد لأكثر من عام واحتوى على التدريب النظري والعملي تحت إشراف وقيادة مرشدين مهنيين، بهذه المناسبة دعا المدير العام المتدربين إلى حفل خاص حضره نوابه ومساعدوه ومديرو الإدارات. في ذاك الحفل تحدث المدير العام عن تجاربه وخبراته في الإدارة وأسلوبه في القيادة، وشدد على تعريف القيادة فقال: إنها الاستغلال الأمثل للموارد المالية والموارد البشرية والتكنولوجيا.

تعليقًا على ما قاله المدير قال أحد المتدربين: نعم سيدي، نحن نعلم مدى حرصكم على الموارد المالية فقد أخبرنا بعض المسؤولين في المؤسسة أثناء فترة تدربنا أنك فعلًا حريص على هذه الموارد، فالزيادة في الرواتب تكاد تكون معدومة وهذا ينطبق أيضًا على المكافآت والتحفيز. أعجبني أسلوب المسؤول البخيل أو الحريص.

أحس المدير بحرج شديد لدرجة أنه لم يقو على التعليق. كل ما فعله هو أنه التفت إلى مسؤول الموارد البشرية وهمس له ببعض الكلمات. سيدي القارئ ما رأيك في هذا الموقف وما قاله المتدرب في تعليقه؟ يا ترى بماذا همس المدير لمسؤول الموارد البشرية بعد سماعه تعليق ذلك المتدرب؟