ميرزا: تسارع وتيرة التحول إلى الطاقة النظيفة بالآونة الأخيرة
دشتي: 5 مدارس تستخدم الطاقة المتجددة نهاية العام
رفع رئيس هيئة الطاقة المستدامة عبدالحسين ميرزا، أسمى آيات الشكر والتقدير لقيادة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، على الاهتمام والدعم اللامحدود الذي تلقاه الهيئة من لدنه الكريم، والذي ينطلق من حرص جلالته على تحقيق الاستدامة لمسيرة النهضة والتطور لمملكة البحرين وإيمانه بالدور المهم والمحوري للطاقة المستدامة والمتجددة، ودعم جلالته المستمر لتحول البحرين لاستخدام الطاقة المتجددة وبدائلها في جميع المجالات من أجل بحرين نظيفة وخالية من أي انبعاثات كربونية من أجل صحة أفضل للمواطنين والمقيمين على أرض البحرين، واهتمام جلالته بملف الطاقة “النظيفة” والمستدامة بجعله أحد أهم محاور رؤية البحرين الاقتصادية 2030، ولكي تكون مملكة البحرين من الدول الرائدة في قيادة هذا التغيير في مجالات حفظ الطاقة وتوليد الطاقة المتجددة في المنطقة.
متحدث رئيس
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس هيئة الطاقة المستدامة عبد الحسين ميرزا متحدثا رئيسا في البرنامج الأسبوعي الإذاعي “نوافذ على المستقبل”، الذي تعده المذيعة سبيكة الشحي ومن إخراج راشد سند، وكانت الحلقة تحت عنوان “الطاقة المتجددة استثمار واستدامة”، وشارك في الحلقة الرئيس التنفيذي لشركة توليد الطاقة البحرينية سينا دشتي، الذي استعرض دور الشركة ومشروعاتها، وتطلعاتها المستقبلية في خلق كوادر بحرينية مؤهلة للادارة والعمل في هذا المجال التتقني الجديد، الذي يشكل بوابة المستقبل في استخدام الطاقة وترشيدها.
استراتيجيات الهيئة
واستعرض ميرزا أبرز ملامح استراتيجيات هيئة الطاقة المستدامة للنهوض بقطاع الطاقة المستدامة وزيادة مساهمته في تنويع الركائز التنموية وتحقيق شموليتها وديمومتها، والجهود التي تبذلها الهيئة بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية لدعم منظومة العمل الوطني والإسهام في تحقيق الالتزامات الوطنية للبحرين تجاه الرؤية الاقتصادية 2030، مؤكدا دور البحرين ومشاركتها وتعاونها التام بالالتزامات الإقليمية والعالمية مثل اتفاقية باريس للتصدي للتغير المناخي واتفاقية الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة ومنها البند 12، إيمانًا بأهمية تكامل الجهود الوطنية ووحدة الهدف، متناولا، الخطط والطموحات التي تتطلع الهيئة للعمل عليها لمستقبل واعد ومستدام للطاقة في مملكة البحرين.
الاستثمار بالطاقة
وأشار إلى أنه وفي ظل الظروف الحالية فإن الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وزيادة مساهمتهما في المزيج الاقتصادي والركب التنموي أصبح أكثر حتمية، إذ بلغت الاستثمارات العالمية في العام 2020 مبلغ 820 مليار دولار ومن المتوقع أن ترتفع إلى تريليونَي دولار بحلول 2023، مؤكدا أن هذا يفرض على الدول أهمية البحث والاستثمار في الحلول التي تحقق النماء ضمن إطار الاستدامة على جميع الأصعدة والعمل على خفض الأثر الكربوني لمختلف القطاعات، وأن الظروف التي فرضتها الجائحة عملت على إتاحة منظور فريد ومتميز لمعطيات مهمة وأساسية لابد من دراستها وأخذها بعين الاعتبار في وضع الاستراتيجيات الاقتصادية لجميع دول المنطقة.
7 دول نظيفة
وبين ميرزا أن هناك الآن 7 دول لديها هدف الوصول إلى 100 % من الطاقة النظيفة، وأن دولا مثل بريطانيا، هولندا، ألمانيا وفرنسا ستمنع استعمال الجازولين والديزل في المركبات وستستبدل ذلك بالطاقة النظيفة في الأعوام 2030 - 2040 بينما النرويج التي تنتج الطاقة الأحفورية ستمنع استخدام الجازولين والديزل في المركبات بحلول 2025 أي بعد 4 سنوات، ما يدل على أن وتيرة التحول إلى الطاقة النظيفة بدأت تتسارع في الآونة الأخيرة.
جهود الهيئة عالميا
واستعرض ميرزا خلال حديثه جهود الهيئة في بناء العلاقات والشراكات الدولية والعالمية المهمة، واكتساب الخبرات وجلبها وصياغتها بما يتسق ويتناسب مع المعطيات والتحديات في المملكة، والاطلاع على آخر الدراسات والتقنيات والاستراتيجيات المثبتة جدواها للاستفادة منها، مؤكدا أن تحقيق التنمية المستدامة لا يتم إلا عن طريق الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن لغة الأرقام لا تكذب، وهي تقول إن قيمة سوق الطاقة المتجددة العالمي بقدر بـ 28 مليار دولار العام ٢٠٢١ ومن المتوقع أن تصل إلى ١٥١٢ مليار دولار بحلول العام ٢٠٢٥، مردفا أن مملكة البحرين انضمت لعضوية الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ومقرها أبوظبي في العام 2009، وهذه الجمعية يحضرها أكثر من 2000 شخص وتضم 163 دولة عضوا في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وأن هناك 21 دولة تنتظر عضويتها في الوكالة.
شركة ترشيد للطاقة المتجددة
وتناول دشتي قصة إنشاء شركة ترشيد الطاقة، قائلا: لقد بدأنا بفكرة تتركز حول تقديم خدمات لسوق للطاقة المتجددة، ولدى التأسيس لم نجد هناك شركة بحرينية متخصصة في الطاقة المتجددة، واصلنا عملنا إلى أن وصلنا لمرحلة المنافسة مع الشركات العالمية، مشيرا إلى أن الهدف الرئيس وراء تطوير الحكومات للطاقة المتجددة هو لأسباب عدة منها التغيير المناخي وتبعاته، وهبوط أسعار النفط والغاز، واللجوء لمصادر بديلة للطاقة تكون أرخص مقارنة بالمصادر الحالية، لافتا إلى أن الاستثمار بالطاقة المتجددة تجارة مربحة وتدر الأموال.
وعن خدمات الشركة، أوضح أن هناك قسمين من الخدمات، الأول خدمة رفع كفاءة الطاقة والثاني خدمة تركيب الطاقة المتجددة على سطوح المباني والشركات والمصانع والمنازل، وغيرها من المشروعات، ولعل الاستثمار يكون عندما يعرف المواطن والمقيم كيف يقوم بترشيد فاتورة الكهرباء حتى تصبح أقل، مشيرا إلى أن الشركة تنفذ حاليا مشروع تركيب الألواح الشمسية فوق أسطح 5 مدارس حكومية وسيتم الانتهاء منها في نهاية هذا العام.
تحويل النفايات لطاقة
وفي سياق متصل، أشار ميرزا إلى أن البحرين تتجه لتنفيذ مشروع رائد وهو تحويل النفايات إلى طاقة، فالبحرين فيها ما نسبته 1.8 مليون طن سنويا من النفايات، وهي عبارة عن نفايات المباني والنفايات الصناعية والزراعية والمنزلية، و55 % من هذه النفايات يمكن تحويلها إلى طاقة نظيفة، مبينا أن استخدام الطاقة البديلة سيوفر 30 % من السعر الحالي للاستخدام، وتقليل نسبة الانبعاثات الخطيرة.