العدد 4663
الأربعاء 21 يوليو 2021
banner
الأخلاق والتواضع ليسا للبيع والشراء مثل الملابس
الأربعاء 21 يوليو 2021

البعض يهتم بهندامه وشكله أكثر من اهتمامه بأخلاقه وشخصيته، يتخطى كل علامات الحدود ولا يجرؤ على الالتفات من أجل “كشخته”، ويجد أقدامه مربوطة دوما بالأحجار في طريق الأخلاق والتواضع وحسن الخلق، فعندما تحدثه عن أهمية الأخلاق وطيبة النفس والقلب تراه يتنفس ببطء وتسوء حالته الصحية، لكن عندما تحدثه عن الملابس والعطور يهز رأسه فرحا كالمجنون ويزدحم فمه بالكلمات والتعابير، لا يهمه خلع ثياب الحياء والأخلاق وجرح خلق الله، بقدر ما يهتم بعرش جماجم الموضة وثمارها المتدلية من كل جانب.

الحكمة الأزلية تقول.. لا تنخدع بالشمس المتوهجة للمظاهر، فكم من شخص يلبس أثمن الملابس والساعات والجواهر والأحذية ويركب أجمل وأفخم السيارات، لكنه يحمل نفسا مدمرة، والغرور يمسح جبينه ولا يربطه بالأخلاق أي رابط، وكم من شخص يعيش العوز والفقر، لكنه يقدم لك أروع لوحة من لوحات الأخلاق والتواضع لأنه يجد حياته فارغة بدونها.

يقول أحد الأساتذة ويدعى لاموت ساج “هناك نفوذ لطيف دقيق لا تدركه الأبصار، ينبثق عن إرادة ثابتة قوية توجه الآخرين وتراقبهم وتفعل فعلها فيهم مما لا يفعله البيان ولا الكلام، فمن امتلك هذا النوع من النفوذ استطاع أن يكون قوة مكينة لا تتزعزع، وفي اللحظة التي تقترب بها منه لا تتمالك أن تشعر بقوته تلك، وليس ثمة ما يعوقك أبدا عن تحصيل تلك القوة، فلديك الملكات الذهنية المطلوبة، غذها ونمها. إن تأثير أي امرئ في الآخرين يتعلق أول ما يتعلق بأخلاقه، فلا يهمنك إذا هندامك ومظهرك الخارجي أكثر من اللازم، ولا تجعل أناقة المظهر كل همك من الحياة والعمل الجاد، لتتباهى أمام الناس أو لتضاهي من هم فوقك في العمل والمال”.

يقول الفيلسوف الهندي سادغورو “الأخلاق والتواضع ليسا للبيع والشراء مثل الملابس”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية